كان العلماء والمحققون يظنون في مبدأ الأمر انه يوجد تناقض بين انجيل متى وبين انجيل لوقا في نسب المسيح ولكن ظهر لهم بأنه لا يوجد تناقض ولا اختلاف.
ثم انه تكلف الجواب عند هذه الاختلافات الباهظة فقال في الاختلاف الأول ما حاصله ان متى كتب في انجيله نسب يوسف النجار الحقيقي لأنه كتب انجيله للعبرانيين فجرى في النسب على الطريقة التي كانت مشهورة عندهم «وهي رعاية النسب الحقيقي» فنسب يوسف الى أبيه الحقيقي يعقوب وكذا سائر آبائه الحقيقيين الى ابراهيم.
وان لوقا كتب في انجيله نسب يوسف المجازي فنسبه الى هالي مجازا لأن هالي هو أب حقيقي لمريم ولما لم يكن لها أخ واقترن بها يوسف صار هالي أبا مجازيا ليوسف فنسبه إليه لوقا.
ثم أخذ المتكلف في توجيه ما ذكره عن لوقا فتعثر حسبما يقتضيه التقحم وهو يعد ذلك من تقدم الدنيا في المعارف وتنبه المتأخرين في الامور التاريخية بنباهتهم الى ما غفل عنه المتقدمون ، فلنوقفك على تناقض كلامه وسخافة دعاويه التي تقدمت بها الدنيا.
١ ـ قال : بما ان العبرانيين لا يدخلون في جداول نسبهم النساء فإذا انتهت العائلة بامرأة ادخلوا قرينها في النسب واعتبروه ابن والد قرينته وعلى هذا كان المسيح حسب هذا الاصطلاح الجاري والعادة المرعية المتبعة ابن يوسف «انظر يه ١ ج ص ٢٠٤» ثم لم يلبث ان ناقض هذا الكلام بقوله «ص ٢٠٥» بما ان متى كتب انجيله الى العبرانيين جرى في النسب على الطريقة التي كانت مشهورة عندهم «اي مراعاة النسب الحقيقي» ، وبما أن لوقا البشير كتب انجيله الى اليونان جرى في النسب على المصطلح عليه عندهم.
فيتبين من كلامه الأخير ان مراعاة النسب الصوري المجازي إنما هو اصطلاح اليونان وان اليهود كانت الطريقة المشهورة عندهم إنما هي مراعاة النسب الحقيقي وبالضرورة تكون مراعاة النسب المجازي ليست اصطلاحا جاريا ولا عادة مرعية ، وهب ان اصطلاح اليهود انهم يعتبرون قرين