و ١٩٣» وكأنه قد طالع في ذلك الوقت كتاب المحاسن والاضداد «للجاحظ» فعلق ذلك في مخيلته ، وحق له ان يضجر فإنه ألف من المنقول عن الرسل و «بولس» نسخهم للشريعة جملة واحدة فيما عن قولهم ما طهره الله فلا تنجسه أنت ولا نضع عليكم ثقلا اكثر من هذه الأشياء الامتناع عما ذبح للأوثان والدم والمخنوق والزنى كل شيء طاهر للطاهرين كل خليقة الله جيدة إذا اخذت مع الشكر فإنه يصير ابطال الوصية السابقة من اجل ضعفها وعدم نفعها.
ومن هنا قال القسيس «سايل» ق. ص ٢٢٦ وكذا كاتب الرسالة المنسوبة لعبد المسيح ان الله تساهل مع اليهود فأعطاهم فرائض غير صالحة وأحكاما لا يحيون بها.
فيا من لم يسلب التعصب رشده أفهذه الأقوال في شأن الشريعة توافق حكمة الله ولطفه وعلمه ، ويكون النسخ على ما أوضحه المسلمون من حقيقته منافيا لحكمة الله وعلمه كما يزعمه المتكلف «يه ٤ ج ص ١٥٥».
ثم انظر فهل ترى هذه الأقوال تعطي ما يقوله المتكلف «يه ٤ ج ص ١٥٨» ان الديانة اليهودية هي ذات الديانة المسيحية ، والمسيحية هي ذات اليهودية فإن اعمال الله منذ الأزل منزهة عن التناقض والتشويش.
او انها كما عن «بولس» لو كان الأول بلا عيب لما طلب موضع لثان.
وكما عن «يعقوب» الرسول ارى ان لا يثقل على الأمم لأن «موسى» منذ أجيال قديمة له في كل مدينة من يكرز به اذ يقرأ في المجامع في كل سبت «ا ع ١٥ : ١٩ و ٢١» فهل ترى لهذا الكلام مرمى الا انه يحث على ترويج امر المسيح بالتخفيف الموافق لأميال الامم وأهوائهم. وان «موسى» له من يروجه وقد استوفى حظه من الترويج.
انكار المتكلف ما في العهد الجديد
ومع هذا كله ينكر المتكلف ما قاله اظهار الحق من ان المنقول عن الحواريين انهم نسخوا أحكام التوراة العملية غير الأربعة ، وعن «بولس» انه