نسخ ثلاثة منها أيضا ويقول «يه ٤ ج ص ١٩٣» ان هذا افك مبين فأتوا ببرهانكم ان كنتم من الصادقين.
فبولس كان من أعظم المناضلين عن العفة والتقوى وهو الذي قال : «انا فريسي» يعني انه عريق في الديانة الاسرائيلية وعلى كل حال فأيد أقوال الرسل لأنه لم يأت أحدهم منهم شيئا إلا بوحي الروح القدس.
ويقول أيضا «يه ١ ج ص ٢٧٣» ان الرسول يعني «بولس» لم يقل ان الشريعة الموسوية ضعيفة معيبة غير نافعة حاشاه من ذلك.
أقول : إذا فمن هو الذي قال في سابع العبرانيين ١٨ فإنه يصير ابطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها ١٩ إذ الناموس لم يكمل شيئا ، وفي الثامن ٧ فإنه لو كان الأول بلا عيب لما طلب موضع لثان ، وغير ذلك مما تقدم.
ويقال : ان بعض الحيوانات الوحشية إذا رأى الناس وخاف منهم وأراد ان يتستر عن عيونهم أدخل رأسه في الرمل وأبقى سائر بدنه بارزا وذلك لأجل توهمه بأنه إذا كان لا يرى الناس لدفن عينيه ، فالناس أيضا لا يرونه وان كان بارزا لهم ، وهل تراه إذ قال له الناس : رأيناك ، يقول : ان هذا إفك مبين فأتوا ببرهانكم إن كنتم من الصادقين.
دع هذا وهب ان ما عن «بولس» يناضل عن العفة والتقوى ، وهب انه أيد أقوال الرسل لأنه لم يأت أحد معهم إلا بوحي من الروح القدس. ولكن قل هل أبقت كلماتهم التي طرقت سمعك في هذه المقدمة أثرا لأحكام التوراة العملية ، أم لاشتها جملة ولا نكلفك ان تقول ان ذلك كان بنحو العيب لها وبيان عدم النفع فيها وطلبا للتخفيف موافقة لأهواء الامم واستمالة لقلوبهم لأن «موسى» قد استوفى حقه من الترويج.
فإن قلت : إذا كان معنى النسخ بالنحو الذي كشفت عنه من مراعاة المصالح بمناسباتها من الأحكام المخزونة في علم الله ، وكان تبديل الشرائع المنسوبة إلى العهدين بهذا الشيوع البالغ إلى حد الملاشاة ، إذا فما هو الوجه في