الارض «لو ٢٢ : ٤١ ـ ٤٣» ولكن لما رأى الحال قد اقتضى التصميم على هذا القصاص والاستيفاء تنازل عن إرادته التي لا تقيده ، ثم قل للمتكلف عودا على بدء وكرر عليه في السؤال وان ضجر من هو الكلمة ، ومن هو الاله العادل ، ومن هو الأب ومن هو الابن؟ ومن هو الاله الذي تقمص الطبيعة البشرية؟ ومن هو الله؟ ومن هو الفادي؟ ومن هو المسيح؟ ألست تقول هم الله الواحد الأحد ، والمسيح هو الله ، فعليك بقانون البيان والايضاح في الكلام خصوصا في المعارف اللاهوتية أن تقول واستغفر الله ان الله العادل القدوس الذي يمقت الخطيئة ويستلزم عدله عقاب الخطيئة بالموت في جهنم النار إلى الأبد هو الذي احتمل ما تقولونه وفدى الخاطئين لأنه أراد أن يظهر رحمته ومحبته ولا يمكنه أن يغض الطرف عن قصاص الخاطئ لقداسته ، فوقعت المخادعة للعدل والقداسة بالتجسد والتنازل بالفداء والقصاص ، فإن قال لك أن الفادي غير الله فكرر عليه السؤال بما قلناه في قولنا «أولا ، وثانيا» فإن قال لك كما قال سابقا ان تجسد الكلمة الأزلية فوق عقولنا ، فقل له : هبك رضيت بأن تعبد الله بما هو فوق عقولكم ولكن لما ذا تتكلم في النسخ بذلك الكلام الفاحش مع ان اظهار الحق فضلا عن غيره من المسلمين قد كشف لك عن حقيقته واوضح لك معقولها وانها مقتضى لطف الله بعباده وحكمته وعلمه بالمصالح ومقتضياتها واصلاح عباده على طبقها وقد اوقفك على مواقعه في العهدين. ولما ذا لم تكتف بتكرار قولك. وعلى كل حال فلا ناسخ ولا منسوخ.
الإسلام والمتكلف
ثم ان المتكلف بعد ان أودع كتابه مثل هذه الطامات التي تشوه وجه المعقول والمنقول وتخالسهما بالجحود لحقيقة العدل والتوحيد والحكمة والجبروت وكثير من صفات الجلال صار يستنتج الغلط من الغلط.
فقال بعد كلامه الأخير «يه ٤ ج ص ٢٨٠» فلا شيء من الدينونة على الذين في المسيح يعني ينسب إلينا بر المسيح بالإيمان ، فالمسيح حفظ الشريعة فبالايمان به ينسب إلينا حفظها ، والمسيح مات فبالايمان به ينسب إلينا موته فكما انه بآدم الأول دخلت الخطيئة فبآدم الثاني دخل البر فيكون الله عادلا في تبريرنا