قائمة الکتاب
الرد على الشبه
١٣٤
البحث
البحث في شرح الأصول الخمسة
إعدادات
شرح الأصول الخمسة

شرح الأصول الخمسة
المؤلف :عبد الجبّار بن أحمد الهمداني الأسدآبادي
الموضوع :العقائد والكلام
الناشر :دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :567
تحمیل
والعكس ، حتى وجب في كل أسود أن يكون أسود بسواد ، كذلك في مسألتنا.
وهكذا قالوا في الجسم والفاعل على ما تقدم.
والأصل في الجواب عن ذلك وهو أن يقال لهم : ما الدليل على أن أحدنا عالم بعلم حتى تقيموا عليه الغائب؟
فإن قالوا : لا خلاف بيننا وبينكم في ذلك فما وجه المنازعة؟ قلنا : لنا في هذه المنازعة غرض صحيح فدلوا عليه.
فإن قالوا : الدليل على ذلك هو أن أحدنا حصل عالما مع جواز أن لا يحصل عالما ، والحال واحدة والشرط واحد ، ولا بد من أمر ومخصص له ولمكانه حصل عالما وإلا لم يكن بأن يحصل عالما على هذا الوجه أولى من خلافه ، وليس ذلك الأمر إلا وجود معنى هو العلم.
قلنا : هذه طريقة مرضية. إلا أن هذا غير ثابت في حق القديم تعالى ، لأنه تعالى حصل عالما مع الوجوب لا مع الجواز ، فلا يمكن قياس الغائب على الشاهد والحال هذه.
فإن قالوا : الدليل على ذلك هو أن العالم حقيقة من له العلم ، قلنا : هذه شبهة مستقلة بنفسها في إثبات العلم لله تعالى ، فلو لا فساد الشبهة الأولى وإلا لما وقعت الحاجة إلى الانتقال إليها.
فإن قالوا : إن العالم مشتق من العلم ، وهذا يدل على أنه تعالى عالم بعلم.
قلنا : هذه أيضا شبهة مغررة يمكن أن تذكر في إثبات العلم لله تعالى والانتقال عن شبهة ذكرتموها إليها يؤذن بفساد تلك الشبهة.
الرد على الشبه
ثم نعود إلى الكلام على ما أوردوه من الشبه ، فنقول :
قولكم إنا لم نر في الشاهد عالما إلا بعلم فكذلك في الغائب ، هو اعتماد على مجرد الوجود وذلك مما لا يصح في مثل هذه المواضع. يبين ذلك أنكم كما لم تجدوا في الشاهد عالما إلا بعلم ، فكذلك لم تجدوه إلا جسما ذا قلب ، فاحكموا بمثله في الغائب. وأما قياسهم ذلك على المتحرك فلا يصح ، لأن الفرق بينهما هو أنه ما من