ميلاً مسيحياً ، يحكي عن عدم إدراك وفهم لتلك الآيات التي عرّف الرسول فيها حقيقة نفسه وأحال فيها صدور المعجزات على الإرادة والمشيئة الإلهية.
ولقد بحثنا وبصورة شاملة مفاد تلك الآيات في كتابنا «رسالت جهانى پيامبران» أي رسالة الأنبياء العالمية ، ولذلك لا نرى ضرورة لتكرار ما ذكرناه هناك ولكن يمكن الإشارة إلى ذلك بصورة إجمالية.
إنّهم طلبوا من النبي القيام بسبع معجزات بعضها من الأُمور المستحيلة والممتنعة عقلاً. مثل الإتيان بالله كما ورد في الآية : (أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ) وبعضها الآخر ممّا لا ينسجم مع هدف الرسالة ويكون مغايراً تغايراً كاملاً لهدف الرسالة ومنافياً له ، مثل إسقاط السماء على الأرض والتي لا شكّ سيؤدي إلى هلاك الجميع كما ورد في قوله : (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً ...). (١)
ولا ريب أنّ ذلك ينافي هدف الرسالة الذي هو هداية الناس وقيادتهم إلى الصراط المستقيم ، والبعض الآخر وإن كان في حدّ نفسه ممكناً ولا يتنافى مع هدف الرسالة ولكنّه على فرض الإتيان به لا يكون دليلاً على صدق الرسول وعلى ارتباطه بعالم الوحي ، وذلك كطلبهم منه أن تكون له جنة و ... حيث قالوا : (أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ ...).
ومن الواضح انّ الثراء والتمكّن المادي لا يكون دليلاً على نبوة الإنسان وإلّا لكان الرأسماليون كلّهم أنبياء إلهيّين.
__________________
(١). لقد ورد طلبهم من الرسول بالصورة التالية : «وقالوا لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً* أو تكون لك جنّة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً* أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً* أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيّك حتّى تنزل علينا كتاباً نقرؤه قل سبحان ربّي هل كنت إلّا بشراً رسولاً» (الإسراء : ٩٠ ـ ٩٣).