(... فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ). (١)
وقد ورد هذا المضمون في الآيتين ٣٩ و ٤٠ من سورة الحجرات حيث قال :
(... وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ).
فهذه الآيات ونظائرها تحكي عن نزاهة المخلصين عن إغواء الشيطان وجرّهم إلى جادة الانحراف ، ولا ريب انّ النزاهة عن الإغواء والانحراف تعني العصمة المطلقة ، لأنّ كلّ فرد إذا اقترف ذنباً مهما كان صغيراً ، فهذا يعني انّه قد وقع تحت إغواء الشيطان ومصائده وانّ للشيطان سهماً في هذا الذنب حيث إنّ عمل الشيطان هو الوسوسة في الصدور لا غير ، وتنزّه الفرد عن الغواية يلازم التنزّه عن المعصية والتمرد على الشيطان ، كما أنّ ارتكاب الذنب والمخالفة مهما صغرت لا تنفك عن إغواء الشيطان ودعوته وتحريكه. وعلى هذا الأساس كلّما تنزّه عباد الله المخلصون عن إغواء الشيطان ، فبالطبع هذا يجرّ إلى تنزّههم عن الذنب.
هذه طائفة من الآيات التي دلّت على أنّ المخلصين معصومون ومنزّهون عن الذنب ، وفي هذا المجال هناك طائفة أُخرى من الآيات تثني على هؤلاء المخلصين وتمدحهم. (٢)
وإلى جنب هذه الآيات هناك آيات أشارت إلى مصاديق وجزئيات «المخلصين» منها قوله تعالى :
(وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ* إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ* وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا
__________________
(١). ص : ٨٢ ـ ٨٣.
(٢). انظر الصافات : ٤٠ ، ٧٤ ، ١٢٨ ، ١٦٠ ، ١٦٩.