المنعطف الخطر والمنزلق الحاد حيث قال سبحانه وتعالى مخاطباً النبي الأكرم :
(وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً). (١)
ثمّ يبيّن سبحانه للنبي الأكرم عاقبة الركون للمشركين فيقول سبحانه :
(إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً). (٢)
لقد ذكر المفسّرون وجوهاً متعدّدة لبيان سبب نزول هذه الآيات ، ولكن أوضح هذه الوجوه ما ذكره الطبرسي في مجمعه : انّ المشركين قالوا له : كفّ عن شتم آلهتنا وتسفيه أحلامنا واطرد هؤلاء العبيد والسقاط الذين رائحتهم رائحة الصنان حتى نجالسك ونسمع منك ، فطمع في إسلامهم فنزلت الآية. (٣)
وليس المهم هنا البحث في سبب نزول الآيات المباركة ، فإنّه على كلّ حال لا يؤثر على مفاد الآية ، ولذلك سنركّز البحث على قوله تعالى : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ) ولتوضيح دلالتها على العصمة نشير إلى عدّة نقاط هي :
١. إنّ بعض ضيقي الأُفق سعوا لاتّخاذ الآية دليلاً على عدم عصمة النبي الأكرم ، إلّا أنّ المحقّقين من العلماء وأصحاب النظر الثاقب والفكر العميق اعتبروا الآية من الأدلّة النقلية الدالّة على عصمة النبي الأكرم حقيقة ، ومن العجب أن تقع آية واحدة مطرحاً لكلتا الطائفتين فيفسرها كلّ حسب ما يتوخّاه مع أنّ الآية لا تتحمل إلّا معنى واحداً.
٢. من اللازم تعيين الفاعل للفعل «كادوا» في قوله : (وَإِنْ كادُوا
__________________
(١). الإسراء : ٧٤ ـ ٧٥.
(٢). الإسراء : ٧٤ ـ ٧٥.
(٣). مجمع البيان : ٣ / ٤٣١.