فيه إلى الإسلام. ولقد تعرضت كتب التاريخ والسير لتلك الحادثة ، وإليك مضمون الكتاب المذكور :
«باسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب من محمد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أُسقف نجران وأهل نجران إن أسلمتم فإني أحمد إليكم الله إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ؛ وأمّا بعد فإنّي أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد ، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد ، فإن أبيتم فالجزية ، فإن أبيتم آذنتكم بحرب والسلام». (١)
وقد أضافت بعض المصادر التاريخية الشيعية انّ النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم كتب في ذلك الكتاب الآية المرتبطة بأهل الكتاب (٢) والتي تدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
قَدِمَ سفير رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «نجران» وسلّم الكتاب إلى أُسقف نجران فأولاه عناية تامة وقرأه بإمعان وتدبّر ، ثمّ أمر بتشكيل لجنة استشارية للتداول في الأمر واتّخاذ القرار المناسب ، وكانت اللجنة تتشكّل من شخصيات سياسية ودينية بارزة وكان من بين أعضاء هذه اللجنة «شرحبيل» المعروف بحكمته ورجاحة عقله وقوة تدبيره ، فقال في معرض الإجابة عن استشارة الأسقف : إنّي ليس لي في النبوة رأي ولو كان أمر من أُمور الدنيا أشرت عليك فيه وجهدت لك ، ولكن إذا كان لا بدّ من الإشارة أقول : لقد سمعنا كراراً من ساداتنا وعلمائنا ما وعد الله إبراهيم في ذرية إسماعيل من النبوة ، وانّه لا بدّ من أن يأتي يوم تنتقل فيه النبوة
__________________
(١). البداية والنهاية ص ٥٣ ؛ بحار الأنوار : ٢١ / ٢٨٥.
(٢). الآية هي قوله تعالى : (قُلْ يا أَهل الكتاب تعالَوا إِلى كَلِمَةٍ سَواء بَيْنَنا وَبَيْنكُمْ أَلّا نعبدَ إِلّا اللهَ وَلا نُشرِكَ بهِ شَيئاً). (آل عمران : ٦٤).