هو الباني والمؤسس للدين وهو الطرف المتلقّي للوحي وهو صاحب الكتاب ، فإذا استثنينا هذه الأُمور يكون الإمام نسخة أُخرى مطابقة للنبي من حيث تبيين الأحكام والأُصول والفروع وحماية الدين من التحريف وهو المرجع في جميع الأُمور الدينية والدنيوية الذي يتابع وظائف النبي ومهامه باعتباره خليفته والقائم مقامه.
وعلى أساس هذه النظرية التي أثبتنا فيها انّ الإمامة استمرار لوظائف الرسالة وانّ الإمام نسخة أُخرى للنبي باستثناء النبوة والوحي ، لا بدّ أن يتوفر في الإمام بالإضافة إلى الشروط السابقة شرطان آخران هما :
١. أن يكون أعلم الأُمّة في أُصول وفروع الإسلام ، وأن لا يكون علمه مكتسباً من الأفراد العاديين ، وذلك لكي يتسنّى له تبيين أُصول وفروع الإسلام وتلبية جميع الاحتياجات العلمية والمعنوية للأُمّة ، وأن لا تضطر الأُمّة ـ مع وجوده ـ إلى الاستعانة بشخص آخر غيره.
وبعبارة أُخرى يشترط أن يتوفّر في الإمام العلم الكافي والمعرفة الواسعة بالمعارف الدينية والأُصول الكلّية وفروع الأحكام ، لأنّه ما لم تتوفر لديه تلك الإمكانيات الواسعة من العلم لا يستطيع أن يسدّ الفراغ الذي أحدثه غياب الرسول الأكرم في المجتمع.
٢. أن يكون الإمام معصوماً من الذنب ومصوناً من ارتكاب الخطأ. (١)
__________________
(١). منشور جاويد : ٥ / ١١٠ ـ ١١٤.