إلى حدّ الكمال.
كذلك ليس لأيّ إنسان (مهما كانت درجة كماله) حق الولاية على الآخرين ، بل الولاية حق لله سبحانه وتعالى وحده. نعم يمكن أن يمنح الله ـ ولمصالح معينة واعتماداً على ولايته المطلقة ـ هذا الحق للإنسان الكامل الذي اجتاز الاختبار وتقلّبات الحياة بنجاح ويمنحه مقام الإمامة والولاية والطاعة والقيادة بحيث يمتلك حق الأمر والنهي والتكليف وتكون له طاعة مستقلة.
ولا شكّ أنّ هذا المقام غير مقام النبوة والرسالة الذي يتلخّص في تلقّي الوحي وتبليغ الأحكام والأوامر الإلهية ، فإذا وصل إلى مقام الإمامة فحينئذٍ يرتقي إلى منزلة ومرتبة أُخرى ، وهي تحمّل مسئولية وقيادة الأُمّة وتنظيم المجتمع وإدارة شئونهم كما قلنا.
ففي النبوة والرسالة المجردتين عن الإمامة تكون إطاعة الرسول هي عين إطاعة الله سبحانه ، ولا يوجد ـ أبداً ـ نوعان من الطاعة ، ولكن حينما يرتقي الرسول إلى مقام الإمامة وينال وسام النصب الإلهي لمنصب الإمامة ، يكون حينئذٍ له حقّ الأمر والنهي ، وتكون له طاعة مستقلة. (١)
__________________
(١). منشور جاويد : ٥ / ٢٥٠ ـ ٢٥٣.