الأمن ونشر الإسلام وغير ذلك من الأُمور المشابهة لها يكون الإمام مسئولاً عن تحقيق مسألتين هما :
١. بيان أُصول وفروع الإسلام وتلبية جميع متطلّبات المجتمع الإسلامي العلمية والفكرية والسياسية.
٢. صيانة الدين من كلّ أنواع الانحراف لتصل المعارف والأحكام الإلهية إلى الناس نقية خالصة من كلّ شين وعيب ، بحيث تنتقل ـ هكذا ـ من الخلف إلى السلف ولا يتمكّن النفعيون وتجار الحديث والتاريخ وأعداء الإسلام التلاعب بحقائق الدين الإسلامي.
الدليل الآخر على العصمة
لقد تبيّن في البحوث السابقة وبصورة جليّة نظرية المدرستين ـ المدرسة الإمامية ومدرسة الخلفاء ـ في مسألة الإمامة والخلافة وتبيّن سبب اشتراط المدرسة الشيعية «العصمة» في الإمام ولم يشترط ذلك في المدرسة الأُخرى ، بل نظروا إلى هذا الشرط نظرة التعجب والحيرة.
ففي أصل النظرية الشيعية ـ التي ترى أنّ الإمامة استمرار لوظائف النبوة والرسالة وانّ جميع وظائف النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم قد حوّلت إلى الإمام باستثناء وظيفة تأسيس الدين وكونه الطرف المباشر لتلقّي الوحي ـ يكون الإمام بعد النبي معصوماً أيضاً ، وإلّا فإنّه لا يستطيع أن يقوم بأداء الوظائف المحولة إليه ، وأمّا وفق النظرية السنية ـ التي ترى أنّ مقام الإمامة كمقام رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ـ فإنّهم يكتفون بما تتطلّبه تلك الوظائف من الكفاءة والدراية في إدارة البلاد وإن لم يكن قادراً على القيام بباقي وظائف ومهام النبوة والرسالة.
ونحن إذا راجعنا كتب الملل والنحل أو الكتب الكلامية لأهل السنّة نجد