أنّهم يعتبرون إحدى نقاط الضعف في المذهب الشيعي هو القول بعصمة الإمام علي وأولادهعليهمالسلام ، ويتعجّبون بل يستوحشون من هذه النظرية كما نتعجّب نحن من نظرية «المجبرة».
ولا ريب أنّ علّة تعجّبهم وحيرتهم أنّهم نظروا إلى القضيّة من الزاوية التي ينظرون منها إلى مسألة الإمامة ، إذ أنّها عندهم لا تتجاوز كونها منصباً عادياً ، وأنّ الإمام عندهم إنسان عادي لا يمتاز عن غيره من المسلمين بغير بعض المواهب والكفاءات التي يستلزمها منصب الإدارة فقط! ومن الطبيعي وفقاً لهذه النظرية أن يكون الاعتقاد بعصمة علي وأولاده عليهمالسلام باعثاً على الحيرة والتعجّب!!
والحال ووفقاً للنظرية الشيعية التي ترى أنّ الإمام كالنبي واسطة في نزول الفيض المعنوي من جانب الله سبحانه إلى الأُمّة ، لا يوجد أدنى مجال للتعجّب والحيرة في القول بالعصمة.
ومن خلال هذا البحث يمكن الحصول على نتيجتين :
١. انّ مقام الإمامة ـ بعد النبيّ الأكرم ـ مقام تنصيصي أي تابع للنص الإلهي ، لأنّ الإنسان العادي وإن كان من جهة العلم والمعرفة يمكن أن يحصل على درجة عالية من العلم والمعرفة إلّا أنّه ما لم يخضع للتربية الإلهية ويتلقّى العلوم النبوية عن طريق الوحي لا يتمكّن من سدّ الفراغ ورفع الإشكالات والإبهامات التي تقع في الطريق.
٢. ما لم يكن خليفة النبي معصوماً من الذنب والمخالفة ، بل من الخطأ والاشتباه ولو في مجال الأُمور التي تتعلّق بالشريعة يستحيل عليه القيام بوظائف النبي وملء الفراغ الحاصل برحيله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وعلى هذا الأساس تكون التربية الإلهية والعلم الواسع والعصمة من الذنب