كذلك نقل الشيخ عبد علي العروسي في تفسيره «نور الثقلين» ٢٥ حديثاً. (١)
ومضمون تلك الأحاديث يكشف لنا أنّ النبي الأكرم قد قام بعملين واستعمل طريقتين لتعيين مصاديق الآية المذكورة ، أي مصاديق «أهل البيت» ، وهذان العملان هما :
١. إدخال جميع من نزلت الآية في حقّهم تحت الكساء أو العباءة أو القطيفة ، ومنع من دخول غيرهم تحتها وأشار بيده إلى السماء وقال : «هؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتي وَخاصَّتي فَأَذْهِبْ عَنْهُم الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً».
٢. كان صلىاللهعليهوآلهوسلم يمرُّ ببيت فاطمة ثمانية أشهر أو أكثر كلّما خرج إلى صلاة الصبح ويقول : الصلاة ، أهل البيت ، ثمّ يقرأ قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)».
وبهذا كشف الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم النقاب عن وجه الحقيقة وبيّن مصاديق الآية بما لا ريب فيه ؛ وها نحن نشير ـ وبصورة مختصرة ـ إلى بعض تلك الأحاديث :
١. عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «نزلت هذه الآية فيَّ وفي علي وفاطمة وحسن وحسين».
٢. عن أُمّ سلمة أنّها قالت نزلت هذه الآية في بيتي (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)». (٢) قالت : وأنا جالسة عند الباب فقلت : يا رسول الله : ألست من أهل البيت؟ فقال : إنّك إلى خير ، أنت من أزواج رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم. قالت : وفي البيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين. فجلّلهم بكسائه وقال : «اللهُمَّ هؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتي فَأَذْهِبْ عَنْهُم الرِّجْسَ
__________________
(١). تفسير نور الثقلين : ٤ / ٢٧٠ ـ ٢٧٧.
(٢). الأحزاب : ٣٣.