روى السيوطي : وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال : كان يوم أُمّ سلمة أُمّ المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ فنزل جبرئيل عليهالسلام على رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بهذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال: فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بحسن وحسين وفاطمة وعلي فضمّهم إليه ونشر عليه الثوب ، والحجاب على أُمّ سلمة مضروب ثمّ قال : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، قالت أُمّ سلمة ـ رضي الله عنها ـ : فأنا معهم يا نبي الله؟ قال : أنت على مكانك وإنّك على خير.
وهكذا الروايات الأُخرى فإنّها تشهد جميعاً باستقلال الآية عن الآيات الأُخرى المتعلّقة بزوجات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا توجد أيّة رواية من تلك الروايات تقول إنّها نزلت في ضمن الآيات النازلة في حقّ زوجات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل حتّى الأفراد الذين شذّوا عن طريق المحدّثين والمفسّرين من أمثال «عكرمة» و «عروة» اللّذين يقولان بنزولها في حقّ زوجات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقولان أيضاً بنزول الآية بصورة مستقلّة عن باقي الآيات الأُخرى.
وبعبارة أُخرى سواء قلنا : إنّ الآية تتعلّق بالعترة الطاهرة ، أو قلنا : إنّها تتعلّق بنساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّ جميع المفسّرين والمحدّثين متّفقون على أنّ قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ ...) قد نزل بصورة مستقلّة ومنفصلة عن باقي الآيات.
ومع الأخذ بعين الاعتبار هذا الاتفاق من المحدّثين والمفسّرين على استقلالية الآية لا يمكن الاعتماد على وحدة السياق واعتبارها دليلاً أو قرينة على المقصود ، لأنّ الروايات تؤكّد على استقلاليتها وانّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أمر في وضعها في مكانها الحالي.
وليست هذه هي الحالة الأُولى أو الفريدة من نوعها ، بل انّ تاريخ القرآن