ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة» الحديث (١) وفي المعالم أيضا عن أمير المؤمنين (عليهالسلام) «اعلموا أنّ كمال الدين طلب العلم والعمل به ، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال ، إنّ المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم ... والعلم مخزون عند أهله وقد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه» (٢) وفيه أيضا عن أبي عبد الله (عليهالسلام) يقول «اطلبوا العلم وتزيّنوا معه بالحلم» (٣) إلى غير ذلك من الأخبار.
قوله : لكنه قد أسلفنا الكلام فيه صغرى وكبرى (٤).
أما الكلام في الكبرى وهي قبح التجرّي وحرمته فقد أسلفه في رسالة القطع واختار عدمه ، وأما الصغرى وهي أنّ الإقدام على محتمل الضرر كالإقدام على ما يعلم كونه مضرة فقد أسلفه في أوائل الرسالة عند التعرض لأدلة الاحتياط في الشبهة الحكمية التحريمية ، وهكذا في الشبهة الموضوعية التحريمية ، وقد أشار إليه أيضا في رسالة الظن عند التعرض للأدلة العقلية على حجية الظن ، ومحصّل ما ذكره في المواضع المذكورة منع كون الإقدام على المحتمل كالإقدام على المعلوم الضرر لو أريد به الضرر الأخروي ، لأنّ قبح العقاب على ارتكاب المحتمل مما يستقل به العقل ، فالضرر من جهته مما يؤمن منه بحكم العقل.
لكن لا يخفى أنّ حكم العقل بالتأمين إنما هو فيما بعد الفحص لا قبله كما عرفته ، فالصغرى على هذا حق. ويمكن أن يكون مراد المتن أنه قد أسلفنا
__________________
(١) معالم الدين : ١٢.
(٢) نفس المصدر ص ١٣.
(٣) نفس المصدر ص ٢٠.
(٤) فرائد الأصول ٢ : ٤١٧.