النسبة بينه وبين العام العموم والخصوص المطلق أو العموم والخصوص من وجه.
فالأوّل مثل ان يقال لا تكرم الفساق وهو العام وأكرم فساق خدام العلماء وهو الخاصّ ومفهوم هذا الخاصّ بالأولوية هو ان فساق العلماء يكون إكرامهم واجبا فكما انه يخصص العام بالمنطوق يخصص بالمفهوم بالأولوية وأقوائية الظهور في الخاصّ منطوقا ومفهوما ففي الواقع يكون الخاصّ المنطوقي مقدما على العام بمدلوله المطابقي والالتزامي وهذا هو السر في تقديمه لا ما قال النائيني قده من ان النسبة هو العموم من وجه وهذا أحد موارد تقديمه.
والثاني مثل لا تكرم الفساق وأكرم خدام العلماء بيان ذلك هو ان الفاسق منهي الإكرام سواء كان عالما أو خادمه وخدام العلماء يجب إكرامهم سواء كانوا فاسقين أم لا وفي المقام أيضا.
ربما يقال بتقديم الخاصّ على العام وان كان النسبة بينه وبين المفهوم العموم من وجه لأن الجمع العرفي يقتضى ذلك وهذا لأن في تقديم الخاصّ الذي هو العام الصغير منطوقا ومفهوما إسقاط عام واحد وهو الكبير وهو قوله لا تكرم الفساق واما إذا لم يقدم يلزم إسقاط عامين العام الأول وهو قوله أكرم خدام العلماء والثاني مفهومه وهو أكرم العلماء بالأولوية فإذا دار الأمر بين إسقاط أصالة العموم في الطرفين أو طرف واحد فالجمع العرفي يقتضى تقديم إسقاط العام الواحد وأصالة عمومه لا إسقاط العامين.
وفيه ان المفهوم كما مر منا يكون من شئون المنطوق فان قوله أكرم خدام العلماء لا يكون إلا عام واحد فلا وجه لتقديم أحدهما على الآخر فيكون مثل سائر موارد العموم من وجه من التعارض والتساقط فتحصل انه إذا كانت النسبة بين العام والمفهوم العموم والخصوص المطلق يقدم المفهوم واما إذا كانت النسبة العموم من وجه فلا وجه للتقديم.