بهذا العنوان يلزم ان يكون الاستعمال مجازيا إذا قيل أكرم كل من في الصحن الا زيدا لأن العنوان وهو كونهم في الصحن قد استعمل في غير ما وضع له وهو الجميع وحيث لا يعنون فالمدخول يصير خاصا ولذا نسي مبناه وقال في هذا المقام أيضا بأنه يعنون العام بضد الخاصّ خلاف ما قاله في ذاك المقام من عدم التعنون في القضايا الخارجية وهذا من التهافت في الكلام.
فصل في ان العام بعد التخصيص
هل يصير حجة في الباقي أو يصير مجملا
فيه أقوال الحجية مطلقا (١) وعدمها مطلقا والتفصيل بين المخصص المتصل وبين المنفصل بأنه حجة في الثاني دون الأول والحق عندنا هو الحجية مطلقا ولا يخفى ان هذا البحث يكون معنونا في الكفاية والبحث عن صيرورة العام مجازا أو حقيقة بعد التخصيص يكون في ضمنه دليلنا على المطلوب هو ان العام كما مر تحقيقه لا يصير بعد التخصيص مجازا بل يكون التخصيص من باب مقراض بعض افراد العام عن تحته بدال آخر فعلى هذا فلا دليل على عدم الحجية في الباقي ولا يكون مجازا حتى يقال لا ندري انه أي مرتبة من المراتب أريد من العام اما في المتصل فواضح من جهة ان الظهور لا ينعقد الا في المرتبة الخاصة ويكون الضيق في دائرة العموم من أول الأمر واما في المنفصل فلان العام وان لم يقطع ظهوره في العموم الّذي انعقد من الأول ولكن تنقطع حجيته بالنسبة إلى ما يفيده المخصص لا بالنسبة إلى البقية والحاصل ان المخصص بقدر ما يدل عليه عنوانه يخصص العام ولا يكون له ربط بسائر الافراد فإذا قيل أكرم العلماء الا الفساق منهم يكون ما هو الخارج الفساق فقط
__________________
(١) أقول لا إشكال في حجيته مطلقا تبعا له مد ظله وغيره وان كان الكلام في بعض ما ذكره مد ظله وغيره مما لا يكون المجال لإيراده فعلا في التذييل.