فصل في المفاهيم
وينبغي البحث فيه عن أمور الأول ان البحث هل يكون كبرويا أو صغرويا يعنى ان البحث هل يكون في ان المفهوم حجة أم لا حتى يكون كبرويا أو يكون في ان اللقب مثلا هل يكون له مفهوم أم لا بحيث انه لو ثبت وجود المفهوم له يكون الفراغ عن حجيته حاصلا فان المتأخرين رأوا البحث صغرويا من باب ان البحث يكون في انه هل يكون للمفهوم كاشفية عن المراد أم لا ومن شواهد هم هو ان البحث يكون في ان وجود المفهوم يكون في اللازم البين بالمعنى الأخص الّذي يحصل من تصور الملزوم تصور اللازم فقط أو يكون في اللازم البين بالمعنى الأعم الّذي يحصل من تصور الملزوم واللازم والملازمة الكاشفية عن المعنى فيكون الكلام في الواقع عن وجود المفهوم وعدمه من غير كلام في حجيته في أي مورد كان وجوده محرزا.
ولكني أقول يمكن ان يكون البحث صغرويا من وجه وكبرويا من وجه آخر اما وجه صغرويته فهو بان يقال بعد ما ثبت ان للشيء الفلاني مفهوما فهل يكون الكاشفية عن المراد مختصة بصورة حصول الظن الشخصي أو يكفى الظن النوعيّ بالدلالة على المراد واما وجه كبروية البحث فهو من جهة انه هل يكون حجية هذا المفهوم وكاشفيته مثل المنطوق (١) أو لا والثمرة تظهر في مقام المعارضة
__________________
(١) أقول هذا أيضا يرجع إلى البحث الصغروي لأنه بعد الفراغ عن حجية المفهوم يبحث عن نحو الحجية كما انه على الفرض الأول بعد الفراغ عن حجية المفهوم في الجملة يبحث عن ان الظن الشخصي لازم في الحجية أو النوعيّ والظاهر من الكلمات هو البحث الصغروي بحيث لو أحرز وجود المفهوم لا شبهة في حجيته.