والياء والنون الداخلان على رجلين والياء والنون أو الواو والنون الداخل على الجمع مثل مسلمين ومسلمون هل يكون معناه مثل ذكر العدد فرجلان مثلا هل يكون مثل قولنا اثنان رجل وقولنا رجال هل يكون مثل قولنا ثلاثة رجال أم لا؟ فقيل في مقام الفرق ان معنى التثنية والجمع تعدد الطبيعة من الأول ومعنى العدد تكرار الطبيعة وان كان المعنى في الواقع واحدا ولكن يكون نظير كلمة من الابتدائية ولفظة الابتداء فان الأولى حرف والثانية اسم وهكذا يفرقون الأدباء بين إيراد الكلام بهما أو بلفظ الاثنين أو ثلاثة فلم يوضع الألف والنون والواو النون للاثنين والثلاثة.
التنبيه الخامس (١) في انه هل يكون تخصيص العام موجبا لتعنون العام بنقيض الخاصّ أو ضده أم لا فيه خلاف وهنا يجب علينا توضيح هذا الكلام عن شيخنا الأستاذ النائيني قده حيث انه قائل بذلك في بعض الصور وهو صورة كون التخصيص في القضايا الحقيقية فانه يقول بان العام يتعنون بضد الخاصّ مثلا إذا قلنا أكرم العلماء الا الفساق يقول يرجع العام إلى قولنا أكرم العلماء العدول فان العدالة ضد الفسق فاستثنى الثاني وصار العام متصفا بنقيضه وهو الأول.
فنقول انه قده يقول ان القضايا تارة حقيقية وهي التي تكون الحكم على الطبيعة
__________________
(١) أقول لا يخفى ان ثمرة هذا البحث تظهر في صورة الاحتياج إلى إثبات العنوان فان من يقول انه يعنون العام بعنوان ضد الخاصّ يجب عليه إحراز الضد ولا يكفى نفى الخاصّ مثلا يجب إحراز العدالة ولا يكفى عدم الفسق إذا كان العام مخصصا بان يقال أكرم العلماء الا الفساق منهم ولكن لا يجيء هذا في الضدين الذين لا ثالث لهما مثل الفسق والعدالة في البالغ بعد مضي مدة من البلوغ فان إحراز عدم الفسق يلازم العدالة ولو كان في هذا المثال إشكال ففي ما لا ثالث له مثل النور والظلمة يكون ما ذكرناه واضحا.