بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
والحمد كله لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وآتاه الله الحكم وفصل الخطاب وعلى آله الأطهار الأبرار الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا واللعنة الدائمة على مخالفيهم وغاصبي حقوقهم ومناصبهم إلى يوم الدين
تذكرة فيها تبصرة لأهمية مباحث الألفاظ
اما بعد فقد وعدت في الجزء الأول من كتابي المسمى بمجمع الأفكار ان أهدي إليكم أيها الإخوان المحصلون أيدكم الله وإياي تذكرة أخرى بعد ما جئت بتذكرة فيه في المقدمة وهي العمدة فأقول انه لا شبهة ولا ريب في ان الألفاظ قوالب المعاني وكل إنسان يظهر مطلوبه اما بالتلفظ واما بالكتابة أو غير ذلك كالإشارة باليد وسائر الجوارح والعمدة في إظهار ما في الضمير هو الكتابة والتكلم بالألفاظ.
ومن المعلوم ان الألسنة المختلفة من العربية والفارسية والإنجليزية وغيرها لها لغات مختلفة ولا بد في مقام استعمالها من مراعاة الوضع في جميع ذلك وليس لأحد أن يخرج عن طريقة الواضعين في ذلك اللسان ولا استنباط لغة من لغة أخرى فربما يكون المصدر له معنى ولا يكون لمشتقاته هذا المعنى بل معنى آخر فلو كان مثلا لكلمة العذب معنى يسمى بالفارسية گوارائى ليس لأحد ان يقول ان العذاب أيضا من هذه المادة فهو أيضا عذب فان هذا إثبات اللغة والوضع