يستفاد من بعض تعابير الروايات أنّ روح القدس يرافق الأفراد المؤمنين أيضاً (طبقاً لسلسلة مراتب الإيمان) ، وهو الذي يؤيّد الخطباء الصالحين والشعراء المؤمنين في خطبهم وقطعهم النثرية وقصائدهم العملاقة ، كما يمدّ المؤمنين الحقيقيين بالعزم على اتّخاذ التصاميم المصيرية.
ويبدو في الكثير من الروايات أنّ روح القدس حقيقة عند الأنبياء والأئمّة المعصومين عليهمالسلام ، وأنّهم قد أدركوا بواسطته الكثير من الحقائق ، من جملتها ما جاء في الكثير من الروايات أنّ الأئمّة المعصومين عليهمالسلام كانوا يستمدّون العون من روح القدس عند القضاء والإفتاء.
هذا التعبير ورد بحقّ «حسّان بن ثابت» حيث قال له النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله : «لن يزال معك روح القدس ما ذببت عنّا» (سفينة البحار ، مادّة كميت).
كما جاء في حقّ الكميت شاعر أهل البيت عليهمالسلام المعروف ، من أنّ الإمام الباقر عليهالسلام قال له : «لا تزال مؤيّداً بروح القدس» (١) ، وورد نظير هذا المعنى في حقّ دعبل الخزاعي أيضاً ، وذلك عندما ألقى القصيدة المعروفة «مدارس آيات» في مجلس الإمام الرضا عليهالسلام ، وحينما وصل إلى هذا البيت حول ظهور المهدي عليهالسلام :
خروج إمام لا محالة واقع |
|
يقوم على اسم الله والبركات! |
بكى الإمام الرضا عليهالسلام كثيراً ثمّ قال : يادعبل نطق روح القدس على لسانك ، هل تعلم من هذا الإمام؟ قال دعبل : كلّا ، لا أعلم سوى ما سمعته من أنّ إماماً منكم سيظهر ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً. فأيّد الإمام الرضا عليهالسلام كلامه وتحدّث بشيء من التفصيل عن ظهور المهدي ، باعتباره الخليفة الثاني عشر للرسول صلىاللهعليهوآله (الغدير الجزء ٢ الصفحة ٥٥).
وفي حديث عن الإمام الصادق عليهالسلام نقرأ أنّ أحد أصحابه سأله : تسألون عن الشيء فلا يكون عندكم علمه؟! قال الإمام عليهالسلام : «ربّما كان ذلك!».
قال الراوي : كيف تصنعون؟
__________________
(١) الغدير ، ج ٢ ، ص ٢٠٢ ، حالات الكميت.