لعلي عليهالسلام على علم الغيب ، لكن وكما قال هو بنفسه في الخطبة ١٢٨ فهذه ليست علم غيب (إستقلالي ذاتي) ، بل هي تعلّم من ذي علم (أي نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله الذي تعلّم هو بدوره من الله تعالى).
هذه الإخبارات الغيبية جاءت في عدّة خطب من جملتها الخطبة ١٣ حول أحداث البصرة القادمة.
وفي الخطبة ٤٧ حول مستقبل الكوفة.
وفي الخطبة ٥٧ حول بعض سلاطين بني اميّة.
وفي الخطبة ٥٩ حول عدد قتلى الخوارج وأصحابه ومريديه في معركة النهروان وذلك قبل نشوبها.
وفي الخطبة ١١٦ حول ظهور الحجّاج وجناياته العجيبة البشعة في المستقبل.
وفي الخطبة ١٢٨ حول الفتن العظيمة التي ستقع في البصرة (فتنة صاحب الزنج أو الأتراك والمغول).
وفي الخطبة ١٣٨ حول أحداث الشام في المستقبل.
وفي الخطبة ١٥٨ حول الجرائم الفجيعة لبني اميّة.
وفي الحكمة ٣٦٩ يتعرّض لحوادث آخر الزمان.
واللطيف هنا هو اتّكاؤه في الكثير من هذه الموارد على الجزئيات ، وعدم اقتناعه أبداً بذكر الكليّات التي ربّما تخطر على ذهن المتأمّل الفطن غير المعصوم أيضاً ، ويتّضح جيّداً أنّ كلّ هذه الأخبار نابعة من الإطّلاع على علم الغيب.
ونذكر هنا ما جاء في الخطبة ٥٩ حول خوارج النهروان كمثال على ذلك ، قال : «مصارعهم دون النطفة! والله لا يفلت منهم عشرة ولا يهلك منكم عشرة»!.
وفي الخطبة ٦٠ حينما قالوا لعلي عليهالسلام ، لقد اضمحلّ الخوارج وانقرضوا ، قال : كلّا! والله إنّهم نُطفٌ في أصلاب الرجال وقرارات النساء ، كلّما نَجَمَ منهم قرنٌ قطع ، حتّى يكون آخرهم لصوصاً سلابين!
فأشار عليهالسلام هنا إلى مسألة إخماد نار الخوارج خلال مختلف الأنظمة وعاقبة أمرهم