فثبت أنها آية واحدة ؛ فصارت بغير التسمية سبعا. وذلك قول الجميع : إنها سبع آيات مع ما لم يذكر في خبر القسمة ؛ فثبت أنها دونها سبع آيات.
وقد روى عن أنس بن مالك (١) ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : «صلّيت خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وخلف أبى بكر (٢) ، وعمر (٣) ، وعثمان (٤) ـ رضى الله عنهم ـ فلم
__________________
ـ وأبو داود (١ / ٥١٢ ـ ٥١٣ ـ ٥١٤) كتاب : الصلاة ، باب : من ترك قراءة الفاتحة الحديث (٨٢١) والترمذى (٢ / ٢٥) كتاب : الصلاة ، باب : لا صلاة إلا بالفاتحة ، الحديث (٢٤٧) ، والنسائى (٢ / ١٣٥ ـ ١٣٦) كتاب : الصلاة ، باب : ترك قراءة البسملة فى الفاتحة ، والبخارى فى «جزء الفاتحة» (ص ٤) ، وابن ماجه (٢ / ١٢٤٣) كتاب : الأدب ، باب : ثواب القرآن ، حديث (٣٧٨٤) ، والدار قطنى (١ / ٣١٢) وابن خزيمة (١ / ٢٥٣) ، والبيهقى (٢ / ٣٩) عن أبى هريرة.
ولفظ مالك عن أبى السائب مولى هشام بن زهرة ، عن أبى هريرة ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهى خداج ، هى خداج هى خداج غير تمام» قال : فقلت : يا أبا هريرة إنى أحيانا أكون وراء الإمام ، قال : فغمز ذراعى ، ثم قال : اقرأ بها فى نفسك يا فارسى فإنى سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «قال الله تبارك وتعالى : قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين ، فنصفها لى ، ونصفها لعبدى ، ولعبدى ما سأل ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اقرءوا ، يقول العبد : الحمد لله رب العالمين يقول الله تعالى : حمدنى عبدى ...» الحديث.
(١) هو أنس بن مالك بن النضر ، النجارى الخزرجى الأنصارى ، ولد سنة ١٠ ق ه صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وخادمه ، خدمه إلى أن قبض. ثم رحل إلى دمشق ، ومنها إلى البصرة ، فمات بها آخر من مات بها من الصحابة سنة ٩٣ ه له فى الصحيحين ٢٢٨٦ حديثا.
ينظر : تهذيب ابن عساكر (٣ / ١٩٩) ، وصفة الصفوة (١ / ٢٩٨).
(٢) هو : عبد الله بن أبى قحافة : أبو بكر الصديق رضى الله عنه. وكان اسمه فى الجاهلية : عبد الكعبة ، فسماه رسول الله صلىاللهعليهوسلم عبد الله واسم أبى قحافة : عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك القرشى التيمى. وسمى الصديق : لبداره إلى تصديق رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى كل ما جاء به ، وقيل : لتصديقه له فى خبر الإسراء. وكان يقال له : عتيق لجماله وعتاقة وجهه ، وقيل : لأنه لم يكن فى نسبه شىء يعاب به ، وقيل : كان له أخ يسمى عتيقا فمات فسمى به ، وقيل : بل رآه رسول الله صلىاللهعليهوسلم مقبلا ، فقال : «من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى هذا».
لم يختلف أنه بويع له ـ رضى الله عنه ـ فى اليوم الذى توفى فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، واختلف فى اليوم الذى توفى فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم كم كان من الشهر بعد اتفاقهم على أنه يوم الاثنين فى شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة ، فقيل : لاثنتى عشرة مضت من ربيع الأول. قال ابن جماعة فى مختصر السير : وهو المرجح عند الجمهور ، ولم يصححه السهيلى ولا أبو الربيع بن سالم. انتهى. وقيل : غرة ربيع الأول ، وقيل : الثانى منه ، وإلى هذين القولين مال أبو الربيع بن سالم فى كتابه الاكتفاء فى أخبار الخلفاء.
وفى الاستيعاب : مكث فى خلافته سنتين وثلاثة أشهر إلا خمس ليال ، وقيل : سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال ، وقيل : عشرة أيام ، وقيل : واثنتى عشرة ليلة. واختلف فى حين وفاته : فقيل : هو يوم الجمعة لتسع ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة ، وقيل : يوم الاثنين ، وقيل : ليلة الثلاثاء ، وقيل : عشى يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة. ينظر : تخريج الدلالات السمعية ص (٢١ ، ٢٣ ، ٣٤).