وروى ذلك عن على (١) ـ رضى الله عنه ـ وعبد الله بن عمر (٢) وجماعة ، وهو الأمر المعروف فى الأمة ، مع ما جاء فى قصة السحر : أن العقد كانت إحدى عشرة ، وقرأ عليها المعوذتين دون التسمية ؛ فكذا غيرها من السور مع ما إذا جعلت مفتاحا كانت كالتعوذ ، والله الموفق.
والأصل عندنا أن المعنى الذى تضمنه فاتحة القرآن فرض على جميع البشر ؛ إذ فيه الحمد لله والوصف له بالمجد ، والتوحيد له ، والاستعانة به ، وطلب الهداية ، وذلك كله يلزم كافّة العقلاء من البشر ، إذ فيه معرفة الصانع على ما هو معروف ، والحمد له على ما يستحقه ، إذ هو المبتدئ بنعمه على جميع خلقه ، وإليه فقر كلّ عبد ، وحاجة كلّ محتاج ، فصارت لنفسها ـ بما جمعت الخصال التى بيّنّا ـ فريضة على عباد الله.
__________________
ـ باب : صفة صلاة النبى صلىاللهعليهوسلم ، الحديث (١٨١) ، من طريق سعيد بن أبى عروبة ، عن قتادة.
وأخرجه ابن خزيمة (١ / ٢٥٠) كتاب : الصلاة ، باب : ذكر الدليل على عدم الجهر بالبسملة ، الحديث (٤٩٦) ، والطحاوى فى شرح معانى الآثار (١ / ٢٠٣) كتاب : الصلاة ، باب : قراءة البسملة فى الصلاة ، والطبرانى (١ / ٢٢٨) رقم (٧٣٩) ، وأبو نعيم فى الحلية (٦ / ١٧٩) ، من رواية الحسن ، عن أنس : أن النبى صلىاللهعليهوسلم ، وأبا بكر ، وعمر ـ رضى الله عنهما ـ كانوا يسرون بسم الله الرحمن الرحيم.
وأما الرواية التى فيها : «فكانوا يقرءون بسم الله الرحمن الرحيم».
أخرجها الدارقطنى (١ / ٣١٦) كتاب : الصلاة ، باب : اختلاف الرواية فى الجهر بالبسملة ، الحديث (٩) ، والحاكم (١ / ٢٣٣) كتاب : الصلاة ، باب : الجهر بالبسملة (٧) ، بلفظ : «فكانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم».
وفى البخارى (٩ / ٩٠ ـ ٩١) كتاب : فضائل القرآن ، باب : مد القراءة ، الحديث (٥٠٤٦) ، من رواية قتادة قال : سئل أنس ، كيف كانت قراءة النبى صلىاللهعليهوسلم؟ فقال : كانت مدّا ، ثم قرأ «بسم الله الرحمن الرحيم» ، يمد بسم الله ، ويمد الرحمن ، ويمد الرحيم.
(١) هو أمير المؤمنين على بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، أبو الحسن ، ابن عم النبى صلىاللهعليهوسلم ، وزوج فاطمة الزهراء ، وأبو الحسن والحسين ، من الأوائل إسلاما وفضائله كثيرة ، استشهد فى رمضان سنة ٤٠ ه.
ينظر : خلاصة الخزرجى (٢ / ٢٥٠) ، أسد الغابة لابن الأثير ترجمة (٣٧٨٩) ، الإصابة لابن حجر ترجمة (٥٧٠٤).
(٢) أخرجه البيهقى (٢ / ٤٨) عنهما : أنهما كانا يجهران بهما.
وهو عبد الله بن عمر بن الخطاب ، أبو عبد الرحمن. قرشى عدوى. صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم نشأ فى الإسلام ، وهاجر مع أبيه إلى الله ورسوله. شهد الخندق وما بعدها ، ولم يشهد بدرا ولا أحدا لصغره. أفتى الناس ستين سنة. ولما قتل عثمان عرض عليه ناس أن يبايعوه بالخلافة فأبى. شهد فتح إفريقية. كف بصره فى آخر حياته. كان آخر من توفى بمكة من الصحابة. وهو أحد المكثرين من الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم. ينظر : تهذيب الكمال (٢ / ٧١٣) ، وتهذيب التهذيب (٥ / ٣٢٨) (٥٦٥) ، تقريب التهذيب (١ / ٤٣٥) (٤٩١) ، خلاصة تهذيب الكمال (٢ / ٨١) ، تاريخ البخارى الكبير (٥ / ٢ ، ١٤٥) ، تاريخ البخارى الصغير (١ / ١٤٥ ، ١٥٧) ، الجرح والتعديل (٥ / ١٠٧) ، أسد الغابة (٣ / ٣٤٠) ، تجريد أسماء الصحابة (١ / ٣٢٥) ، الإصابة (٤ / ١٨١).