وقوله : (وَقُلْنَا اهْبِطُوا).
قيل (١) : الهبوط النزول فى موضع ، كقوله : (اهْبِطُوا مِصْراً) [البقرة : ٦١] أى : انزلوا فيه.
ويحتمل الهبوط منها هو النزول من المكان المرتفع إلى المنحدر ، والدون من المكان.
وقوله : (بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ).
قيل (٢) : يعنى إبليس وأولاده ، وآدم وأولاده ، بعضهم لبعض عدو. والعداوة فيما بيننا وبينهم ظاهرة.
وقيل (٣) : بيننا وبين الحيّة التى حملت إبليس حتى وسوس لهما من ذؤابتها.
فهذا لا يعلم إلا بالسمع ، إذ ليس فى الكتاب ذلك.
غير أن العداوة بيننا وبين الحيّات عداوة طبع ، والعداوة التى بيننا وبين إبليس عداوة اختبار (٤) وأمر ؛ إذ الطبع ينفر عن كل مؤذ ومضر ، وبالله التوفيق.
وقوله : (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ).
يقرون فيها ، كقوله : (جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً) [غافر : ٦٤].
وقوله : (وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ).
أى : متاعا لكم إلى انقضاء آجالكم.
ويحتمل : متاعا لكم لانقضاء الدنيا وانقطاعها.
وقوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ).
أى : أخذ.
وقوله : (مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ).
قيل : إن فيه وجوها :
قيل : فتاب عليه ، أى : وفق له التوبة ، وهداه إليها فتاب ، كقوله : (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا) [التوبة : ١١٨] ، أى : وفق لهم التوبة فتابوا.
وقيل : خلق فعل التوبة منه ، فتاب ، كما قلنا فى قوله : (وَهَداهُ) [النحل : ١٢١] ،
__________________
(١) ذكره القرطبى فى الجامع (١ / ٢١٨).
(٢) أخرجه ابن جرير عن مجاهد (٧٥٨) ، وأبى العالية (٧٥٩).
(٣) أخرجه ابن جرير عن أبى صالح بنحوه (٧٥٤) والسدى (٧٥٥) ومجاهد (٧٥٦ ، ٧٥٧) وانظر الدر المنثور (١ / ١١٠).
(٤) فى أ : واختيار.