تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ١ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
NaN%100%NaN%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ١ ]

الطهارة واللباس ، وإخلاص النية له ، وذلك راجع إلى المؤمنين.

ويحتمل : الأمر بالصلاة والزكاة أمرا لمعنى فيهما ، وهو الخضوع والطاعة له ، والثناء عليه ، وذلك على كل أحد أن يخضع لربه ويطيعه ولا يعصيه ، وكذلك الزكاة على كل أحد أن يزكى نفسه عن جميع القاذورات ، ويحفظها ، ويصونها عن جميع ما يضر به وذلك فرض على كل واحد ، وبالله التوفيق.

وقوله عزوجل : (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ).

قيل فيه بوجوه :

__________________

ـ الفساد. وأما طهارة مكان الصلاة ؛ فلقوله تعالى : (أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [البقرة : ١٢٥] وقوله تعالى : (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) [المدثر : ٤] ؛ فهى تدل بدلالة النص على وجوب طهارة المكان ، كما استدل بها على وجوب طهارة البدن كما سبق. ولما روى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنه «نهى عن الصلاة فى المزبلة والمجزرة ومعاطن الإبل وقوارع الطريق والحمام والمقبرة» ... إلخ ، ومعنى النهى عن الصلاة فى المزبلة والمجزرة كونهما موضع النجاسة.

الطهارة الحكمية : وهى طهارة أعضاء الوضوء عن الحدث ، وطهارة جميع الأعضاء عن الجنابة ؛ لقول الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) [المائدة : ٦] وقول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تقبل صلاة بغير طهور» ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مفتاح الصلاة الطهور ، وتحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم» ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تحت كل شعرة جنابة ؛ فاغسلوا الشعر وأنقوا البشرة» ، والإنقاء هو التطهير.

ستر العورة : لقول الله تعالى : (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) [الأعراف : ٣١] قال ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ : المراد به : الثياب فى الصلاة. ولقول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار» ؛ ولأن ستر العورة حال القيام بين يدى الله تعالى من باب التعظيم.

استقبال القبلة : لقوله تعالى : (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) [البقرة : ١٥٠] وقال ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ : «بينما الناس بقباء فى صلاة الصبح ، إذ جاءهم آت فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن ، وقد أمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها. وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة».

العلم بدخول الوقت : لقول الله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) [الإسراء : ٧٨] ولقول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أمنى جبريل عند البيت مرتين ، فصلى الظهر فى الأولى منهما حين كان الفىء مثل الشّراك ، ثم صلى العصر حين كان كل شىء مثل ظله ، ثم صلى المغرب حين وجبت الشمس وأفطر الصائم ، ثم صلى العشاء حين غاب الشفق ، ثم صلى الفجر حين برق الفجر وحرم الطعام على الصائم. وصلى المرة الثانية الظهر حين كان ظل كل شىء مثله لوقت العصر بالأمس ، ثم صلى العصر حين كان ظل كل شىء مثليه ، ثم صلى المغرب لوقته الأول ، ثم صلى العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل ، ثم صلى الصبح حين أسفرت الأرض ، ثم التفت إلى جبريل وقال : يا محمد ، هذا وقت الأنبياء من قبلك ، والوقت فيما بين هذين الوقتين». وقد اتفق الفقهاء على أنه يكفى فى العلم بدخول الوقت غلبة الظن.

ينظر : بدائع الصنائع (١ / ١١٦) ، حاشية ابن عابدين (١ / ٢٧٠) ، حاشية الدسوقى (١ / ٢١١) ، مغنى المحتاج (١ / ١٨٤) ، كشاف القناع (١ / ٢٦٣) ، تفسير القرطبى (٧ / ١٨٩).