__________________
ـ تعالى ؛ لأنها ليست غير الذات ، كما أنها ليست عينها».
والعالم ـ كما قسمه المتكلمون ـ إما جواهر ، وإما أعراض قال البغدادى : «والعالم نوعان : جواهر وأعراض».
وينبغى هنا أن نوضح المقصود بالجوهر والعرض ، على تفصيل :
الجوهر لغة : هو كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به ، ومن الشىء ما وضعت عليه جبلته. قاله الفيروزآبادي.
قال الزبيدى : «والجوهر : كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به ، وهو فارسى معرب ، كما صرح به الأكثرون ، ... ومن الشيء ما وضعت عليه جبلته ...» قال الجوهرى فى الصحاح : «والجوهر معرب ، الواحدة جوهرة» وفى اللسان قال ابن منظور : «والجوهر كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به ، وجوهر كل شىء ما خلقت عليه جبلته».
واصطلاحا : قال البغدادى : «والجوهر كل ذى لون».
وقال الجرجانى : «الجوهر : ماهية إذا وجدت فى الأعيان ، كانت لا فى موضوع ، وهو منحصر فى خمسة : هيولى ، وصورة ، وجسم ، ونفس ، وعقل ...».
وقال فى شرح المواقف : «الجوهر ممكن موجود لا فى موضوع عند الفلاسفة ، وحادث متميز بالذات عند المتكلمين» ، وأما العرض لغة فهو : ما يعرض للإنسان من مرض ونحوه ، قاله الجوهرى ، وفى اللسان : «والعرض : من أحداث الدهر من الموت والمرض ، ونحو ذلك.
قال الأصمعى : «العرض : الأمر يعرض للرجل يبتلى به» قال الزبيدي : «والعرض بالتحريك : ما يعرض للإنسان من مرض ونحوه كالهموم والأشغال ، ... والعرض حطام الدنيا ، والغنيمة : اسم لما لا دوام له ، وهو مقابل الجوهر ...».
واصطلاحا : هو ما قام بغيره ، قال البغدادى : «والأعراض هى الصفات القائمة بالجواهر من الحركة والسكون والطعم والرائحة والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة» وقال الجرجانى : «العرض : ما يعرض فى الجوهر مثل الألوان والطعوم والذوق واللمس وغيره مما يستحيل بقاؤه بعد وجوده» وقال المرعشى فى نشر الطوالع : «... وهو عند الأشاعرة موجود قائم بمتحيز» وقال سعد الدين التفتازانى فى العقائد النسفية : «والعرض ما لا يقوم بذاته بل بغيره ، بأن يكون تابعا له فى التحيز أو مختصّا به اختصاص الناعت بالمنعوت».
أما المذاهب فى حدوث العالم فقد قال المرعشى فى نشر الطوالع : «اتفق المسلمون والنصارى واليهود والمجوس على أن الأجسام كلها محدثة ، بذواتها وصفاتها».
قال البزدوى فى «أصول الدين» : «قال عامة أهل القبلة ، وعامة أهل الأديان : إن العالم محدث أحدثه الله تعالى لا عن أصل. وقالت الدهرية الذين ينكرون الصانع ـ جل جلاله ـ : «إن العالم قديم».
وقد اختلف الفلاسفة فى قدم العالم ، فالذى استقر عليه رأى جماهيرهم المتقدمين والمتأخرين القول بقدمه.
قال البزدوى : «وقال عامة الفلاسفة : إن الصانع قديم والهيولى قديم أيضا ، والهيولى عندهم أصل العالم وطينته ، منه خلق الله تعالى العالم».
وقال بعض الفلاسفة : «الصانع قديم ، والخلاء قديم ، وهو المكان الذى خلق الله تعالى فيه العالم».
وأهل السنة والجماعة يعتقدون أن العالم محدث أحدثه الله تعالى عن غير مادة ، ولأدلتهم فى ـ