ج ـ البريد :
أولى الخلفاء العباسيون نظام البريد عناية كبيرة وحفاوة بالغة تتلاءم مع ما عسى أن يقدمه صاحب البريد من معلومات عن الأمصار والولاة ، فهو بمثابة جهاز المخابرات في الدول الحديثة.
وكان لديوان البريد محطات على طول الطريق ، وظل الحمام الزاجل مستخدما في نقل الرسائل حتى عهد الخليفة المعتصم.
وكان البريد خاصّا بأعمال الدولة لا لنقل رسائل الجمهور ، ومن ثم كان مصلحة من مصالح الدولة الخاصة ، فكان صاحب البريد يراقب العمال ، ويتجسس على الأعداء ، ويقوم بالأعمال التي يقوم بها رئيس قلم المخابرات في وزارة الدفاع الآن ، وكانت مهمة صاحب البريد أول الأمر توصيل الأخبار إلى الخليفة من عماله في الأقاليم ، ثم توسعوا فيه حتى جعلوا صاحبه عينا للخليفة ينقل أوامره إلى ولاته كما ينقل أخبار ولاته إليه (١).
٤ ـ الشرطة :
اعتمد الخلفاء على الشرطة في حفظ الأمن ، ونشر الاستقرار والضرب على أيدي المجرمين والمفسدين.
وألحقت الشرطة في أول الأمر بالقضاء ؛ لأنها تقوم على تنفيذ الأحكام القضائية وصاحبها يتولى إقامة الحدود ، ثم لم تلبث أن غدت نظاما مستقلا (٢).
وكان صاحب الشرطة يختار من علية القوم وذوي العصبية والناس ؛ حتى يكون قادرا على ضبط المجرمين وإقامة الحدود ، وتنفيذ العقوبات.
وصاحب الشرطة يختار له مساعدين يأتمرون بأمره ويصدرون عن رأيه.
ثالثا : النظام القضائي :
ويشتمل على : القضاة ، والنظر في المظالم ، والحسبة.
أ ـ القضاة :
عرف منصب القضاء في الدولة الإسلامية منذ عصر الخلفاء الراشدين والدولة الأموية. وكان القاضي يصدر في أحكامه عن كتاب الله وسنة رسوله صلىاللهعليهوسلم ، ثم عن رأيه
__________________
(١) د / حسن إبراهيم ، تاريخ الإسلام (٢ / ٢٦٩ ، ٢٧٠).
(٢) السيد عبد العزيز سالم ، ص ٢٧٩.