نعوم في سبحات قدسك وطامي أو طامي بحرك.
المسألة الثانية لا يخفى أن المحافظة إنما تتعلق بالصلاة المجعولة من قبل أدلتها فلا تفيد هذه المحافظة الا الاهتمام بها في مرحلة امتثال أمرها وطاعة فرضها ان كان مفروضا بالوجوب العقلي من باب وجوب الطاعة بالكيفية الحسنى فلا يمكن الاستدلال بوجوب المحافظة على وجوب صلاة العيدين والجمعة كما في كلمات بعض الأعاظم ولا بوجوب الصلوات التسع المشهورة كما صرح به بعض آخر ضرورة ان الأوامر الإرشادية لا تصلح لإثبات جعل حكم شرعي من وجوب أو غيره فالأوامر الإرشادية تدور مدار الأمر المرشد اليه فلا تصلح لإفادة تشريع حكم أصلا وكذلك الأمر بالمحافظة لا ينافي استحباب شيء من الصلاة ان قلنا ان اللام فيها للاستغراق كما هو نظر المستدل فان الاستحباب والوجوب في متعلق المحافظة من الصلاة يدور مدار أدلتها فالمحافظة في مورد الواجب واجب وفي مورد الندب ندب.
فلا يصح الاستدلال بالمحافظة بوجوب كل ما يسمى صلاة إلا ما ثبت انه ندب فيبقى الباقي تحت العموم وهو المطلوب.
ثم ان الظاهر بحسب إطلاق الآية الكريمة شمول المحافظة لأصل الصلاة بحيث لا يلهيهم ولا يشغلهم شيء منها وشمولها لحدودها وشرائطها أيضا.
قوله تعالى الصلاة الآية الظاهر بقرينة المقام ان اللام للعهد وأن المراد من هذه الصلاة هي الصلاة اليومية لا مطلق الصلاة كما قدمنا نقله عن بعض المفسرين ضرورة انه لو كان اللام للاستغراق لكان شمولها شمولا انواعيا فحينئذ يجب ان تكون الوسطى المعطوفة على الصلاة نوعا من الصلاة ولم يقل بذلك أحد حتى من قال بالاستغراق أيضا وجميع الروايات الواردة عن طرق العامة والخاصة مع كثرتها كلها ناظرة الى الفريضة اليومية وان الوسطى فرد منها لا نوع منها والتفصيل الوارد في ذيل الآية (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ) الآية المعترضة لكيفية الصلاة في حال الخوف والأمن يؤيد ما ذكرناه ان المراد من الصلاة هي الفرائض وهذا البيان الذي ذكرناه من الشواهد على ما ذكرناه من بطلان قول من استدل من ناحية وجوب المحافظة على وجوب صلاة غير اليومية فبناء على ما ذكرنا أن المحافظة على الصلاة حكم عقلي إرشادي لا تعبدي ولا تأسيسي يكون المحافظة في مورد الحدود والآداب الواجبة واجبة وفي غيرها فضلا ورجحانا ما لم يؤد الى الإضاعة والاستخفاف وفي روايات أهل البيت الأمر الأكيد بالمحافظة والتحذير عن التضييع.
قال تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ) (مؤمنون ٩) (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) (معارج ٣٤) قال تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) (إنعام ٩٢).