يحتاج إلى الإخلاص في العبادة بتخليص الغرض والغاية لله سبحانه وحده لا شريك له وأما الأفعال التي ليست عبادة بذاتها ولا لون لها في حد نفسها من هذا الحيث يحتاج تحقق العبادة فيها ان تكون متعلقا للأمر وأن يأتي بالمتعلق بقصد الأمر فإن امتثال أمر المولى وإتيان متعلق أمره بقصد امره انبعاث من بعثه وتحريك ببعثه وفي المحرمات انزجار عن زجره ونهيه ويكون تعظيما للمولى وخضوعا له بالضرورة وتكون بتلك النسبة عبادة منسوبة اليه ومرضاته مرتبطة به بقصد امره فلا يمكن اضافة الفعل وارتباطه الى المولى إلا بالأمر فإن الأمر في مرتبة العلة للامتثال ومقدم عليه رتبة وزمانا واما الدواعي الأخرى مثل خوفا من ناره وطمعا في ثوابه.
واما الدواعي الأخرى مثل خوفا من ناره تعالى وطمعا في ثوابه وغير ذلك وان كانت من الغايات الشريفة الحسنة الا انها قاصرة عن افادة ارتباط العمل وإضافته إلى المولى الآمر وانها تفيد إخلاص العبادة المحققة بقصد الأمر ضرورة ان الغايات المحصلة لإخلاص العمل لله في طول قصد الأمر لا في عرضه نعم قصد الأمر كما يتحقق به العبادة يتحقق به الإخلاص أيضا إذا انحصر الغرض به فقط.
فاتضح من جميع ما ذكرنا أن كل عمل وفعل أمر به تعالى بقصد الأمر فيه على ما هو المقرر في الأصول وأتى به بقصد امره تعالى فهو عبادة بالحقيقة وإذا كانت خالصة ممحضة لله سبحانه فهي عبادة مرضية لله سبحانه مثلا تقبيل الحجر الأسود واستلامه والطواف حول البيت الذي بنى من الحجر مستند إلى أمره تعالى عبادة لله جل ثناؤه وكذلك سجود الملائكة لله وإكرامهم لآدم بأمره تعالى بالحقيقة وليست عبادة لآدم بالضرورة والاستنكاف عن إكرام استكبار على الله سبحانه وكفر به ـ ففي نور الثقلين ج ٢ ص ٩ في حديث عن الصادق الى ان قال قال إبليس يا رب اعفني من السجود لآدم وانا أعبدك عبادة لم يعبدها ملك مقرب ولا نبي مرسل فقال الله تبارك وتعالى لا حاجة لي إلى عبادتك إنما أريد أن أعبد من حيث أريد لا من حيث تريد الحديث.
وفي مروج الذهب ج ١ ص ٣٣ في خطبة لأمير المؤمنين عليهالسلام قال الى ان قال فلما خلق الله آدم ابان فضله للملائكة وأراهم ما اختصه به من سابق العلم عند استنبائه أسماء الأشياء فجعل الله آدم محرابا وكعبة وبابا وقبلة وسجد إليها الأبرار والروحانيين الأنوار ، الخطبة.
وكذلك التعبد باستقبال بيت المقدس مدة ثم التعبد باستقبال الكعبة ليس الا