وفي معناها روايات اخرى عن أئمة أهل البيت وهو المقطوع عن مذهب أوليائهم وفقهائهم.
واستشكل الجصاص عليه بأن معراجه (ص) كان بمكة وبدء الآذان كان في المدينة وفيه ان ذلك متوقف ان معراجه كان مرة واحدة وان الآذان انما شرع في المدينة بالنوم أو بالمشاورة وكلا الدعويين يطالب بالدليل بل الذي يظهر من روايات أئمة أهل البيت تعدد المعراج وأن الآذان انما شرع بالوحي ففي الصافي عن الكافي عن الصادق (ع) انه سأل كم عرج برسول الله؟ فقال مرتين.
أقول وتعدد معراجه شواهد أخرى في خلال روايات المعراج ولا دليل على ان معراجه مرة واحدة عن كتاب أو سنة أو عقل ومما يشهد على مجعولية أحاديث تشريع الآذان بالرؤيا ان البخاري ومسلم لم يخرجا تلك الأحاديث في كتابيهما وتكلف الشارحون في الاعذار عنهما بوجوه ضعيفة سخيفة لا ينبغي التعرض إليها ، من أرادها فليراجعها ففي صحيح مسلم ص ٧٥ في الجزء الثالث بإسناده عن نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر انه كان يقول ان المسلمين حين قدموا المدينة (كانوا) يجتمعون فيحيون الصلوات وليس ينادي بها أحد فتكلموا يوما في ذلك فقال بعضهم اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى وقال بعضهم قرنا مثل قرن اليهود فقال عمر أو لا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة قال رسول الله (ص) يا بلال قم فناد بالصلاة. ورواه البخاري في صحيحه أيضا ففي صحيح البخاري ص ٧٨ بإسناده عن انس قال ذكروا النار والناقوس فأمر بلال ان يشفع الآذان ويوتر الإقامة.
ولم يذكرها الحاكم في مستدركه أيضا وانما المذكور في المستدرك على ما ذكره السيد العلامة شرف الدين (قده) ان رسول الله شاور أصحابه فأشار عمر الى النداء فأمر رسول الله بلالا أن يؤذن للناس وذكر عن المستدرك أيضا وانما ترك الشيخان حديث عبد الله بن زيد في الآذان والرؤيا لتقدم فوت عبد الله بن زيد قلت هذا لفظه بعينه انتهى.
أقول حديث عبد الله بن زيد الأنصاري قد رواه مالك في الموطأ ورواه المحشون عن أبي داود أيضا وقد شاع واشتهر بينهم ففي الموطأ قال مالك عن يحيى بن سعيد انه قال كان رسول الله أراد ان يتخذ خشبتين يضرب بهما ليجتمع الناس للصلاة فأرى عبد الله زيد الأنصاري ثم عن بني الحريث بن الخزرج خشبتين في النوم الى أن قال فقيل الا تأذنون للصلاة فأتى رسول الله حين استيقظ فذكر له ذلك فأمر رسول الله بالأذان.
أقول مضافا الى ما ذكرنا من إسناده الحاكم على مجعوليته أحاديث الرؤيا