الدين لا في الدعاء أي أمروا أن يدعوا ربهم حال كونهم مخلصين الدين لله سبحانه وموحدين في ذلك فليس بمستنكر أن يأمر سبحانه العابدين والقانتين أن يخلصوا دينهم لله وحده ويكفروا بجميع ما سواه قال تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) (الزمر ٢).
قال تعالى (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) (الزمر ١١) قال في المجمع في تفسير الآية الأولى أي توجه بعبادتك الى الله وحده مخلصا له الدين اي من شرك الأوثان والأصنام انتهى وفي تفسير الآية الثانية أي موحدا له لا أعبد سواه انتهى.
أقول الإخلاص بهذا المعنى من الوظائف المقررة لأعلى درجات الايمان فعن الصادق (ع) في دعائه يوم عرفه اللهم أنت أقرب حفيظ وادنى شهيد ـ الى أن قال ـ والمهتدي من هديت والحلال ما حللت والحرام ما حرمت والدين ما شرعت والأمر ما قضيت. الدعاء. قال تعالى (وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) / المائدة (٥٨). وفي الكشاف قيل وفيه دليل على أن ثبوت الآذان بنص الكتاب لا بالمنام وحده انتهى.
أقول ليس في ظاهر الكتاب ما يدل عليه واستدل بعضهم بها على مشروعية الآذان.
في كتاب النص والاجتهاد للسيد المحقق شرف الدين (قده) وعن أبي العلاء كما في سيرة الحلبية قال قلت لمحمد بن الحنيفة انا لنتحدث ان بدء الآذان كان من رؤيا راها رجل من الأنصار في منامه قال ففزع لذلك محمد بن الحنفية فزعا شديدا وقال عمدتم الى ما هو الأصل في شرائع الإسلام ومعالم دينكم فزعمتم انه كان من رؤيا رجل من الأنصار في منامه يحتمل الصدق والكذب وقد يكون أضغاث أحلام قال قلت هذا الحديث قد استفاض في الناس قال هذا والله هو الباطل الى آخر كلامه. وقد كثرت رواياتهم في بدء الآذان انه كان منشأه المنام ولا يخفى بضرورة من الدين انه لا يجوز لنبي ولا لرسول الاعتماد في تشريع حكم على رؤيا الأشخاص ولا موجب لالتزام ذلك وقد صرحت أئمة أهل البيت على بطلان هذه الخرافة وشددوا الإنكار عليه ففي البرهان ج ٢ ص ٣٩٤ عن الكليني بإسناده عن ابن أذينة عن أبي عبد الله (ع) قال ما ترى (تروى) هذه الناصبة قلت جعلت فداك فيما ذا قال في آذانهم وركوعهم وسجودهم فقلت انهم يقولون أن أبي كعب رآه في النوم ـ في نسخة فقال كذبوا أن دين الله عزوجل أعز من أن يرى في النوم فقال ، فقال : سدير الصيرفي جعلت فداك فأحدث لنا منه ذكرا فقال أبو عبد الله (ع) ان الله عزوجل لما عرج بنبيه الى السموات السبع ـ الى ان قال ـ فقال جبرئيل اشهد ان لا إله إلا الله اشهد ان لا إله إلا الله. الحديث.