فروع
الأول : مقتضى ما ذكرنا من معنى الصلاة أنها رحمة من الله سبحانه وهي من الإكرام والثناء من الملائكة والتماس المؤمنين الرحمة والكرامة من الله سبحانه عدم تحديد هذه الحقيقة بحد معين محدود فلا مانع عقلا من تحققها ووقوعها بالنسبة الى غير الرسول الأكرم من أوليائه تعالى وعباده المؤمنين كل على قدر منزلته من الله سبحانه فيصلي تعالى عليهم ويفيض كراماته وإحسانه إليهم والأدلة الشرعية ناهضة على ذلك قال تعالى (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) (أحزاب ٤٣) قال تعالى (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) الآية بقرة / ١٧٥ ـ قال تعالى (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) ـ التوبة ١٠٣.
وفي الكشاف عن النبي (ص) قال اللهم صل على آل أبي أوفى ـ فعلى هذا الإشكال في جواز الصلاة على الرسل المكرمين والملائكة المقربين والأئمة الصديقين وعباد الله الصالحين سواء أفردوا به بالذكر في الصلاة عليهم أو ـ ذكروا بالتبع لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال في الكشاف القياس جواز الصلاة على كل مؤمن وساق الآيتين والحديث ثم قال وللعلماء تفصيل في ذلك وهو انها أن كانت على سبيل التبع كقولك صلى الله على النبي وآله فلا كلام فيها واما إذا أفرد غيره من أهل البيت كما يفرد فمكروه لان ذلك صار شعارا لذكر رسول الله (ص) صلىاللهعليهوسلم ولأنه يؤدي الى الاتهام بالرفض وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم ـ انتهى.
وقال البيضاوي ويجوز الصلاة على غيره وتكره استقلالا لأنه في العرف صار شعارا لذكر الرسل ولذلك كره ان يقال محمد (ص) جل وعز وان كان عزيزا جليلا ـ انتهى.
أقول فاعتبروا يا اولي الألباب كيف عملت العصبية عملها النكير الفاحش فبعد تصريح الكتاب العزيز بالجواز وعمل الرسول الأكرم به سماه قياسا ثم تعلل في ترك الكتاب ورفض السنة المطهرة بأن فيه اتهاما بالرفض ا فلا يعقل هؤلاء الأفاضل ان منشأ هذه البدعة السيئة انما هو أعداء آل الرسول من فراعنة بني أمية وجبابرة بني العباس وتبعهم على ذلك علماء السوء الذين يلتهمون معهم أموال الدنيا ويتقربون إليهم بعداوة العترة الطاهرة وهضم حقوقهم صلوات الله عليهم ثم توارث هذه السنة