أقول الرسول بما انه رسول ومبلغ أمر الله تعالى ليس له أمر حتى يطاع أو يعصى وليس في المقام إلا طاعة الله فقط وكيف كان فالآية الكريمة قوية الظهور بل هي محكمة في تحقق الطاعة لله وللرسول أيضا بالحقيقة وآبية عن التأويل.
في نور الثقلين ج ١ ص ٥٢١ عن روضة الكافي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه في خطبة يقول فيها لا مصيبة عظمت ولا رزية جلت كالمصيبة برسول الله صلىاللهعليهوآله لان الله حسم به الانذار والاعذار وقطع به الاحتجاج والاعذار بينه وبين خلقه وجعله بابه الذي بينه وبين عباده ومهيمنه الذي لا يقبل الا به ولا قربة اليه الا بطاعته وقال تعالى في محكم كتابه (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) فقرن طاعته بطاعته ومعصيته بمعصيته وكان ذلك دليلا على ما فوض اليه وشاهدا على من اتبعه وعصاه وبين في غير موضع من الكتاب العظيم.
بيان ـ قوله حسم اي قطع وقلع وذكر المحشي انه كان في المصدر حتم انتهى أقول هذا هو المناسب في المقام.
قوله (ع) به : أي بوجوده الشريف وكذلك الكلام في قوله (ع) وقطع به اي بوجوده الكريم والمعنى انه تعالى ختم به (ص) الانذار والاعذار وما أبقى لأحد حجة ولا عذرا الا قطعه وأبطله بحججه الساطعة ببلاغه المبين فان القرآن الكريم قد جاء في إنذاره وإعذاره بما يكفي به الى يوم القيامة فلا يحتاج بعده إلى إنذار منذر وبلاغ مبلغ بينه تعالى وبين خلقه.
قوله (ع) وبابه : اي جعله تعالى وسيلة وتوصلا الى معرفته ومعرفة توحيده ومعرفة طاعته ومرضاته ومساخطه.
قوله (ع) (ومهيمنة) المهيمن من أسمائه تعالى ويستعمل في غيره أيضا على سبيل الاشتراك اللفظي والظاهر في المقام كما قيل أن معناه الرقيب الحافظ والشاهد المؤمن ولا يمكن ان يتقرب اليه تعالى الا بما أمر به من طاعة رسوله.
وقوله (ص) وقال تعالى في محكم كتابه (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ) الآية قد أفاد عليهالسلام ان الآية محكمة وتفيد اشتراط طاعته تعالى بطاعة رسوله بالبيان الذي ذكرناه.
قوله (ع) فقرن طاعته بطاعته توضيح وتفصيل منه عليهالسلام ان المستفاد من الآية الكريمة ان طاعة الرسول (ص) قرين وعديل لطاعته تعالى والفرق بينهما