الأول الى الايمان بالله والى الايمان برسوله (ص) واشتراط فائدة الايمان بالله بالايمان برسول الله وبديهي انه لا مجوز بحسب اللغة تفسير الحب بالله بالايمان بالله وكذلك تفسير اتباع الرسول بالايمان بالرسول وجعله شرطا في قبول الايمان بالله وكذلك الكلام في ضعف قول ابن عباس إذ لا كلام أن دين الله سبحانه هو دين رسوله (ص) الا انه لا مسوغ لتفسير الحب بالله بالحب بدين الله وتأويل اتباع النبي بدين النبي فإن العنايتين المذكورتين في الآية غير العناية المذكورة في هذين القولين.
فأقرب الأقوال بمفاد الآية المباركة هو القول الثالث وتوضيحه ان يقال ان الآية الكريمة مسوقة للتذكر بأن وجوب اتباعه بما أنه رسول من الله ومبلغ لأحكامه سبحانه طريق الى وجوب طاعته واتباع أوامره ونواهيه فعليه يكون الحكم إرشاديا يدور مدار الأمر المرشد اليه أو انها مسوقة لتشريع اتباعه وافتراض طاعته فالظاهر هو الثاني ضرورة ان وجوب طاعته تعالى مما لا ريب فيه في كل ما دق وجل الا ان سياق الآية وظهورها يعطي ان المراد في المقام هو وجوب طاعته في خصوص ما أمر به تعالى وشرعه من وجوب اتباع رسوله في ما يأمر وينهى الرسول باذنه تعالى ووعده تعالى مثوبة حسنة لمن اتبع رسوله وأطاعه أن يحبه ويغفر ذنوبه وهذه الكرامة الجليلة والمثوبة الحسنى جزاء على خصوص اتباع الرسول في خصوص أمره ونهيه في مورد تفويض الأمر إليه (ص) فالواجب على كل باحث إبقاء قوله تعالى (فَاتَّبِعُونِي) على ظاهره ووجوب الأخذ بهذا الظاهر وان أتباعه (ص) على نحو الموضوعية استنادا الى تشريعه تعالى وإيجابه.
فالمعنى على نحو القضية الحقيقية من كان يحب الله تعالى فيجب عليه اتباع الرسول كي يحبه تعالى ويغفر ذنوبه.
في تفسير العياشي ج ١ ص ١٦٧ عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قد عرضتم في منكرين كثير (كثيرا) نسخة وأحببتم في مبغضين كثير (كثيرا) نسخة وقد يكون حبا لله وفي الله ورسوله وما كان لله ورسوله فثوابه على الله وما كان في الدنيا فليس في شيء ثم نفض يده ثم قال أن هذه المرجئة وهذه القدرية وهذه الخوارج ليس فيهم أحد إلا يرى انه على الحق وأنكم انما أحببتمونا في الله ثم تلا (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ـ (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) ـ (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) ـ (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ).
بيان محبة الإنسان لأحبائه تعالى إذا لم يكن لله وفي الله فليس بشيء فلا يصل الى الله ولا كرامة ولا ثواب له عند الله سبحانه ولا فرق بينه وبين من لم يحب