وأحبائه فنزلت هذه الآية ويروى ان النبي (ص) وقف على قريش في مسجد الحرام فقال يا معشر قريش والله قد خالفتم ملة إبراهيم فقالت قريش انما نعبد هذه الأصنام حبا لله و (لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) وروي ان النصارى قالوا نحن نعظم المسيح حبا لله فنزلت الآية. وبالجملة كل واحد من فرق الغلاة يدعي انه يحب الله ويطلب رضاه وطاعته فقال رسول الله (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ). الآية انتهى ما أردناه ملخصا.
أقول الظاهر ان الرازي استند في ذلك الى هذه الروايات المرسلة التي أوردها في شأن نزول الآية فيرد عليه أن هذه الروايات شأنها شأن القصص المرسلة التاريخية لا وزن لها ـ ولا اعتبار بها في شيء من الأحكام وفي تفسير القرآن وعلى فرض صحتها يكون مورد النزول من مصاديق الآية لا مقيدا لإطلاقها.
وثانيا لو كانت الآية مسوقة لدعوة الناس الى معرفة الله تعالى ونفي الشرك والايمان بالله برسالة الرسول لكان حق العبارة آمنوا بالله ووحدوه أو فاعبدوه مخلصين وآمنوا برسولنا ونظائرها ومن العجيب كيف غفل الرازي ان الآية صريحة في دعوة أهل الإيمان بكسب حبه تعالى والسعي في غفران ذنوبهم برحمة من الله باتباع النبي (ص) والإذعان بأن له (ص) مكانة عند الله وكرامة عليه تعالى وفي ذلك بشارة كريمة لأفاضل أمته واخيارهم ان ينالوا السعادة العظمى ويحصل لهم حبه تعالى ببركة اتباع النبي الأعظم وبديهي ان موطن ذلك بعد الفراغ عن معرفته تعالى ومعرفة توحيده والايمان به تعالى وتوحيده وبرسالة رسوله ومكانته وكرامته عند الله سبحانه.
قد تبين من جميع ما ذكرنا ان ما ذكره الرازي في المقام أجنبية عن مفاد الآية الكريمة وكذلك ما ذكره بعض المفسرين ان الآية نازلة في جواب وفد نجران أو انها نازلة في جواب مقالة اليهود استنادا الى هذه المرسلات التي رووها في شأن نزول الآية قال في المجمع ج ٢ ص ٣٣٢ ثم بين سبحانه لا يجدي الإيمان به الا إذا قارن بالايمان برسوله قال قل يا محمد ان كنتم تحبون. الآية
وقيل معناه ان كنتم تحبون دين الله فاتبعوا الرسول عن ابن عباس وقيل ان كنتم صادقين في دعوى محبة الله تعالى فاتبعوني وأما إذا فعلتم ذلك أحبكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. الآية.
أقول لا يخفى ان الوجهين الأولين خارجان عن مفاد الآية الكريمة لرجوع الوجه