بها طاعة الرسول في ما دعي اليه مع القصد لطاعة الله والثاني انما ذلك ليعلم ان من أطاعه في ما دعي اليه فهو كمن أطاع الله فيسارع الى ذلك بأمر الله انتهى.
أقول لا يخفى ان كل واحد من الجوابين لا يغني عن السؤال شيئا فلا بد ان يقال أطيعوا الله في ما أمركم ونهاكم وفي جميع ما تدركونه بعقولكم من عظائم الأمور وكبار الفرائض فهذا الأمر إرشاد إلى وجوب طاعته تعالى.
وأطيعوا الرسول في كل مورد له حق الأمر والنهي من سننه وأحكامه (ص) بإذن الله وفي جميع ما يتصرف في شئون الاجتماع وإصلاح العباد والبلاد وفي جميع ما يقضي ويحكم في مورد التنازع والتخاصم.
الآية السادسة قال تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (المائدة ـ ٩٢).
بيان قال في المجمع ج ٣ ص ٢٣٠ لما أمر الله باجتناب الخمر وما بعدها عقبه بالأمر بالطاعة لله فيه وفي غيره فقال (وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) والطاعة هي امتثال الأمر والانتهاء عن المنهي عنه ولذلك يصح أن تكون الطاعة طاعة الاثنين بأن يوافق أمرهما وإرادتهما انتهى.
أقول ونظيره عبارة الشيخ (قده) في تبيانه ج ٣ ص ٢١ والظاهر من عبارتهما ان متعلق امره تعالى بالطاعة هو بعينه متعلق أمر الرسول في مرحلة الدعوة والبلاغ والطاعة المذكورة تعد طاعة لله سبحانه ولرسوله أيضا لأنها توافق أمرهما وإرادتهما.
أقول قد ذكرنا في ما تقدم ان الفعل الواحد لا يكون عن الفاعلين والأمر الواحد لا يكون عن الأمرين والإرادة لا تصلح للداعوية ما لم تبلغ مرتبة الأمر فلا طاعة لما لا أمر له وأمر الرسول في مرتبة البلاغ والدعوة طريق إلى طاعة الله تعالى فلا طاعة للأمر الطريقي غير الطاعة لذي الطريق ولا يصلح للداعوية فلا بد من الالتزام في أمثال المقام أن المتعلق لوجوب طاعته تعالى غير المتعلق لوجوب طاعة الرسول ووجوب طاعة الرسول وجوب مولوي موضوعي على ما فصلنا غير مرة سيجيء أيضا في طي الأبحاث إن شاء الله نظير هذا القول في الضعف ما ذكره المفسرين قال قوله (أَطِيعُوا اللهَ) ـ الى آخره ـ تأكيدا للأمر السابق باجتناب هذه الأرجاس أولا بطاعة الله سبحانه وبيده أمر التشريع وثانيا بالأمر بطاعة الرسول واليه الاجراء انتهى.
أقول وجه الضعف واضح فان قوله تعالى (أَطِيعُوا اللهَ) إرشاد إلى وجوب طاعته تعالى في جميع الواجبات والمحرمات العقلية الإرشادية والتشريعية لا خصوص