الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٣) مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٢٤))
المفردات :
(يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ) المراد يحاسبهم ربهم (الْأَشْهادُ) هم الملائكة الكتبة الكرام الحفظة (لَعْنَةُ اللهِ) اللعن واللعنة : الطرد من رحمة الله (عِوَجاً) أى : معوجة (لا جَرَمَ) أى : لا بد ولا مناص وهي تفيد التحقيق والتأكيد (وَأَخْبَتُوا) أصل الإخبات قصد الخبت وهو المكان المطمئن المستوي والمراد : خشعوا وأخلصوا لله.
المعنى :
لا أحد أظلم لنفسه ولغيره ممن افترى على الله الكذب ، واختلق البهتان والزور على الله في وحيه ، أو في صفته ، أو اتخذ الأولياء والشركاء والشفعاء له بدون إذنه ، أو زعم أن له ولدا. تعالى الله عما يشركون .. تنزه عما يصفون ، أولئك البعيدون في درجة الكفر والإشراك المتميزون على غيرهم من الخلق يعرضون على ربهم فيحاسبهم على أعمالهم ، ويقول الأشهاد من الملائكة الأبرار ، وقيل : منهم ومن الأنبياء والصالحين. يقول الأشهاد : هؤلاء المتميزون على غيرهم لسوء فعالهم هم الذين كذبوا على ربهم ، ألا لعنة الله على الظالمين.
هم الذين يصدون عن سبيل الله غيرهم بكافة الطرق وكل الأساليب ويصفونها بالعوج وعدم الاستقامة ، ويطلبونها معوجة ليست على طريق الحق والعدل والكرامة والحال أنهم بالآخرة هم كافرون بها لا يؤمنون ببعث ، ولا يثقون في جزاء وتكرير (هم) للتوكيد.
أولئك لم يكونوا معجزين الله في الدنيا حتى يعاقبهم بالخسف والإزالة ، كما فعل بغيرهم وكيف يعجزون الله!! وهو القوى القادر الذي له ملك السموات والأرض ،