(٦٧) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ (٦٨))
المفردات :
(اسْتَعْمَرَكُمْ فِيها) جعلكم تعمرونها (مُرِيبٍ) الريب الظن والشك يقال :
رابنى من فلان أمر يريبني ريبا إذا استيقنت منه الريبة. فإذا أسأت به الظن ولم تستيقن منه الريبة قلت : أرابنى منه أمر فهو مريب (فَذَرُوها) اتركوها (فَعَقَرُوها) قتلوها (الصَّيْحَةُ) المرة الواحدة من الصوت الشديد والمراد بها الصاعقة التي أحدثت رجفة في القلوب وصعق بها الكافرون (جاثِمِينَ) ساقطين على وجوههم مصعوقين ، والجثوم للطائر كالبروك للبعير (يَغْنَوْا) يقال : غنى بالمكان أقام به.
وتتلخص قصة صالح فيما يأتى : كيف بلغ صالح دعوته. ورد قومه واحتجاجهم عليه ، ونقاشه لهم ، وآيته على صدقه ، وإنذارهم بالهلاك ، ووقوعه بالفعل.
وثمود قبيلة صالح من العرب ، وكانت مساكنهم بالحجر بين الحجاز والشام إلى جهة واد القرى ، وآثار مدائنهم باقية إلى اليوم وكانت تعبد الأصنام فأرسل لهم صالح لإنقاذهم.
المعنى :
وأرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا من أوسطهم نسبا وأكرمهم خلقا وأرجحهم عقلا قال : يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله خلقكم ورزقكم غيره. أفلا تتقون؟ هو الذي أنشأكم من الأرض بقدرته حيث خلق أباكم آدم من تراب ، وخلقكم أنتم من ماء مهين يتكون من الدم ، والدم من الغذاء وهو من الأرض ، واستعمركم فيها فجعل لكم جنات وعيونا ، وزروعا ونخلا طلعها هضيم [لطيف لين منكسر] وقد جعلكم تعمرونها بالزرع والصناعة وأنشأتم فيها بيوتا فارهين [حاذقين في صنعها] فاتقوا الله وأطيعونى ، واستغفروا ربكم من عبادتكم الأصنام ، ثم توبوا إليه واعملوا صالحا من الأعمال :