النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦) خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (١٠٧) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (١٠٨))
المفردات :
(تَتْبِيبٍ) مأخوذ من التباب أى : الخسران والهلاك يقال تب فلان ، وتبت يده أى : خسر وهلك (شَقِيٌ) الشقي : من استحق النار لإساءته (سَعِيدٌ) من استحق الجنة لعمله بعد فضل الله ورحمته (زَفِيرٌ) الزفير إخراج النفس ، والشهيق رده مع السرعة والجهد (مَجْذُوذٍ) مقطوع مأخوذ من جذه يجذه إذا قطعه أو كسره.
المعنى :
ذلك الذي ذكرنا بعض أنباء القرى التي ظلمت نفسها وعصيت رسلها نقصه عليك للعبرة والعظة ولمعان أخر ، ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه ، من القرى ما له بقايا آثار باقية كالزرع القائم ، ومنها ما عفى ودرس حتى لم يعد له أثر كالزرع المحصود ، وما ظلمناهم في شيء أبدا بل أرسلنا لهم الرسل لهدايتهم وتنوير بصائرهم ولكنهم ظلموا وبغوا وما ازدادوا إلا فجورا وضلالا ، أنذرتهم رسلهم بالعذاب فتماروا بالنذر ، واتكلوا على آلهتهم في دفع العذاب عنهم فما أغنت عنهم آلهتهم شيئا لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير هلاك وضلال فإنهم باتكالهم عليهم ازدادوا كفرا وإصرارا وظلما وضلالا.
ومثل ذلك الأخذ بالعذاب والنكال أخذ ربك إذا أخذ القرى في حال تلبسها بالظلم في كل زمان ومكان ، إن أخذه أليم شديد موجع قاس ، فاعتبروا يا أولى الأبصار فهل من مدكر؟ يا كفار قريش لستم بأقوى منهم وأشد بأسا ، وليس رسولكم بأقل من