وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (١٠٨) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠٩) لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١١٠))
المفردات :
(ضِراراً) الضرر : الذي لك به منفعة وعلى غيرك مضرة ، والضرار : الذي ليس لك فيه منفعة وعلى غيرك المضرة ، وعلى هذا خرج الحديث : «لا ضرر ولا ضرار». وقيل : هما بمعنى واحد والجمع بينهما للتأكيد (وَإِرْصاداً) ترقبا وانتظارا (أُسِّسَ) التأسيس وضع الأساس الأول الذي يقوم عليه البناء (شَفا) الشفا الحرف والحد (جُرُفٍ) جانب الوادي ونحوه الذي يحفر أصله بما يجرفه السيل منه فيجتاح أسفله فيصير مائلا للسقوط (هارٍ) الضعيف المتصدع المتداعي للسقوط (رِيبَةً) شكا وحيرة.
سبب النزول :
هاجر النبي صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة ونزل قباء على كلثوم بن الهدم شيخ بنى عمرو بن عوف وهم بطن من الأوس ، وقباء هذه قرية على ميلين جنوب المدينة ، وأقام بها رسول الله الاثنين ، والثلاثاء ، والأربعاء ، والخميس ، وأسس مسجد قباء : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ).
وقد اتخذ بنو عمرو بن عوف مسجد قباء ، وبعثوا للنبي صلىاللهعليهوسلم أن يأتيهم فأتاهم وصلّى فيه ، فحسدهم إخوانهم بنو غنم بن عوف وقالوا : نبنى مسجدا ونبعث إلى النبي صلىاللهعليهوسلم يأتينا فيصلى لنا فيه كما صلّى في مسجد إخواننا ، ويصلى فيه أبو عامر الراهب