قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (٢٨) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (٢٩))
المفردات :
(وَيَقْدِرُ) أى : يضيق أو يعطى بقدر الكفاية فقط (مَتاعٌ) شيء قليل ذاهب مأخوذ من قولهم متع النهار إذا ارتفع وهو لا بد زائل بالزوال (طُوبى) من الطيب أى : العيش الطيب ويشمل النعمى والخير. والحسنى. والكرامة والغبطة وقيل : هي اسم لشجرة في الجنة.
المعنى :
هذا امتداد لوصف الأشقياء الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض ، أولئك لهم سوء الدار.
وفرحوا بالحياة الدنيا وقالوا ، لو لا أنزل عليه آية من ربه إلخ.
ولما نعتهم الله بقوله : لهم سوء الدار كأن سائلا سأل وقال : كيف هذا؟ مع أننا نرى هؤلاء الأشقياء منعمين في الدنيا فكيف قيل فيهم لهم سوء الدار.
والجواب أن الله يبسط الرزق لمن يشاء بقطع النظر عن كونه مؤمنا أو كافرا لأن الدنيا عنده لا تزن جناح بعوضة فالمؤمن قد يضيق عليه الرزق ابتلاء واختبارا ، فبسط الرزق للكافر لا يدل على الكرامة ، والتقتير على المؤمن لا يدل على الإهانة ، وعلى هذا فقوله تعالى : (اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) جملة معترضة بين أوصاف الأشقياء الكفار.
وهم فرحوا بالحياة الدنيا واطمأنوا ولم يذكروا الآخرة ولا حسابها ولم يعملوا لها أبدا ، وما الحياة الدنيا بالنسبة للآخرة إلا متاع زائل وعرض فإن حائل يزول بسرعة كما يزول متع النهار.