عِقابِ (٣٢) أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٣٣) لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ (٣٤))
المفردات :
(قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ) شققت وتصدعت حتى صارت قطعا (يَيْأَسِ) المراد يعلم ، وقيل هو يأس على حقيقته (قارِعَةٌ) داهية تفجؤهم ونكبة تحل بهم (فَأَمْلَيْتُ) الإملاء والإمهال أن يترك الشخص ملاوة من الزمن في خفض وأمن كالبهيمة يملى لها في المرعى لتأكل ما تشاء (قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ) رقيب وحفيظ عليها (بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) بباطل من القول لا حقيقة له في الواقع (أَشَقُ) أشد وأنكى (واقٍ) حافظ.
طلبوا من النبي صلىاللهعليهوسلم آية خلاف القرآن فرد الله عليهم بأن المسألة ليست آية تأتى ، وإنما الهداية من الله ، والرسول مبشر ونذير فقط ، وهنا يقول : إن محمدا رسول كبقية الرسل وآيته القرآن ، ولو أنزل عليكم ما تطلبونه وزيادة لما آمنتم :
المعنى :
مثل ذلك الإرسال الذي سبق مع الأمم الماضية أرسلناك يا محمد إرسالا له شأن وفضل ، أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها الأمم فهي آخرها ، وأنت خاتم الأنبياء والمرسلين لتتلو عليهم وتقرأ الذي أوحيناه إليك ، وهو القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. فكيف يطلبون بعد ذلك آية؟!!
وهم يكفرون بالرحمن المنعم بجلائل النعم ، والذي وسعت رحمته كل شيء في