قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١١) وَما لَنا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (١٢))
المفردات :
(مُرِيبٍ) الريب : اضطراب النفس وقلقها (فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) مبدعهما على أكمل نظام (بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) بحجة قوية ظاهرة.
المعنى :
يقول الله ـ تبارك وتعالى ـ ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم؟ ألم تعلموا أخبارهم وتقفوا على أحوالهم المهمة كأخبار قوم نوح. وعاد. وثمود. وأمم جاءت بعدهم لا يعلمهم إلا الله ـ سبحانه وتعالى ـ وصدق الله (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً).
هؤلاء جاءتهم رسلهم بالآيات البينات والحجج الواضحات التي تثبت صدقهم ، وتؤيد دعواهم الرسالة عن الله : فما كان من القوم إلا أنهم ردوا أيديهم في أفواههم غيظا وحنقا ، وعضوا أيديهم أسفا وألما (عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ) [سورة آل عمران آية ١١٩] والمراد أنهم كذبوا واستهزءوا.
وللعلماء في تفسير هذه الجملة [ردوا أيديهم في أفواههم] آراء كثيرة كلها تدور حول الإنكار والتكذيب والسخرية بالرسل.
وقالوا : إنا كفرنا بما أرسلتم به من الآيات البينات على زعمكم ، وإنا لفي شك عظيم مما تدعوننا إليه من الإيمان بالله وحده وترك ما سواه ، وقد قيل : كيف صرحوا