أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٢) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ (٢٣))
المفردات :
(وَبَرَزُوا) البروز الظهور والبراز المكان الواسع لظهوره ، ومنه امرأة برزة أى : تظهر للرجال (الضُّعَفاءُ) العوام والأتباع (اسْتَكْبَرُوا) المستكبرون وهم الرؤساء الأقوياء (تَبَعاً) جمع تابع كخدم جمع خادم (مَحِيصٍ) أى : منجى ومهرب (سُلْطانٍ) تسلط عليكم بحجة (بِمُصْرِخِكُمْ) صرخ إذا استغاث والمصرخ المغيث والمستصرخ المستغيث.
بعد ما ذكر جزاء الكفار الأشقياء في الآخرة أردف ذلك ببيان قدرة الله على كل شيء ثم ذكر الحوار بين الرؤساء والضعفاء ثم بين الشيطان وأتباعه وختم المقالة بجزاء المؤمنين العاملين.
المعنى :
ألم تعلم أيها الرسول أن الله أنشأ السموات والأرض وما فيها بالحق والحكمة؟ وخلقهما على الوجه الصحيح الذي يحق أن يخلقهما عليه ليستدل بهما على كمال القدرة وعدم الحاجة إلى أحد من خلقه ، بل إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد على شكل جديد ، وما ذلك على الله بعزيز بل هو هين عليه يسير ، إذ هو القادر على كل شيء قدرة ذاتية إذا أراد شيئا قال له : كن فيكون.
وهذه الآية بيان لعظيم جرمهم في كفرهم بالله الواحد القهار القادر على كل شيء ، وبيان أنه هو الحقيق بأن يعبد وحده ويخاف عقابه ويرجى ثوابه ولذلك أردف هذه الآية بذكر أحوال الآخرة فقال وبرزوا لله جميعا ... الآيات والمعنى :