آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (٣١))
ضرب الله المثل للمؤمن يقول كلمة الحق ، وللكافر يقول كلمة الباطل والشرك ؛ وما يناله كل في الدارين ، وهنا ذكر الأسباب الموصلة إلى حسن العاقبة وإلى سوئها.
المعنى :
انظر أيها المخاطب متعجبا إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ، وأحلوا قومهم دار البوار ، وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله.
عجبا لهؤلاء الكفار الذين وصفهم الله بثلاث صفات :
١ ـ بدلوا نعمة الله كفرا ، إذ شكر النعم الواجب عليهم ، وضعوا مكانه الكفر والجحود فكأنهم غيروا الشكر وجعلوا بدله الكفر ، وقد كان أهل مكة يسكنون حرم الله آمنين وجعلهم قواما عليه ـ وأكرمهم برسالة النبي محمد صلىاللهعليهوسلم من أنفسهم عزيزا عليه عنتهم حريصا عليهم ، فكفروا بنعمة الله بدل ما لزمهم من الشكر العظيم. ألست معى في أنهم بدلوا شكر نعمة الله كفرا؟!!
٢ ـ وأحلوا قومهم الذين شايعوهم واتبعوهم في الكفر والضلال ، دار الهلاك والبوار الذي لا هلاك بعده ، وهي جهنم التي يصلونها وبئس القرار قرارهم.
٣ ـ يا عجبا لهؤلاء بدلوا شكر النعمة كفرا ، وأحلوا قومهم جهنم ، وجعلوا لله أندادا وشركاء من الأصنام والأوثان لتكون عاقبة أمرهم أنهم يضلون من شايعوهم واتبعوهم ..
وما كان لهذه الهنات التي وصفوا بها إلا هذا التهديد البليغ المعبر عنه بقوله : (قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) أى : اعملوا ما شئتم ، وسيروا كما أنتم سائرون (فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) ومرجعكم إليها حتما.
وقد سمى الله هذا العمل تمتعا لأنهم تلذذوا به. وأحسوا غبطة بعمله ، ولأنهم