ويقال لهم ، ادخلوها بسلام آمنين ادخلوها سالمين آمنين لا خوف عليكم ، ولا أنتم تحزنون ، ونزعنا ما استقر في صدورهم من غل وحقد وحسد التي هي من طبع الإنسان المادي في الدنيا حالة كونهم إخوانا متحابين متصادقين متساندين وهذه هي معاني الأخوة في الله ، والتحاب في الله ، حالة كونهم على سرر متقابلين لا ينظر الواحد منهم إلا لوجه أخيه ، ولا ينظر إلى ظهره ، وفي هذا إشارة إلى أنه لا يكون هناك غيبة ولا نميمة ، ولا تزاحم ، ولا تنازع لأن خصائص المادة قد ذهبت بالموت في الدنيا.
وهم لا يمسهم فيها نصب ولا مشقة. لا تعب ولا ألم وفي الصحيحين «إنّ الله أمرنى أن أبشر خديجة ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب» وما هم من الجنة بمخرجين وفي الحديث : يقال. يا أهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تقيموا فلا تظعنوا أبدا (خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) [سورة الكهف آية ١٠٨].
وهذا تقرير لما ذكر من أهل الجنة والنار ، وفي الحديث «لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنّته أحد. ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرّحمة ما قنط من رحمته أحد».
نبىء عبادي أنى أنا الغفور الرحيم أغفر لمن تاب وأناب ، وعمل عملا صالحا وأن عذابي هو العذاب الأليم الشديد الموجع لمن كفر أو عصى ولم يتب ولم يرجع عن غيه وسوء صنعه.
قصة ضيف إبراهيم مع لوط وقومه
(وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (٥١) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (٥٢) قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (٥٣) قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (٥٤) قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ