(٨١) وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (٨٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (٨٣) فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (٨٥) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (٨٦))
المفردات :
(أَصْحابُ الْأَيْكَةِ) هم قوم شعيب ، والأيكة : الغيضة والشجر الملتف (لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) بطريق واضح (أَصْحابُ الْحِجْرِ) الحجر ديار ثمود (فَاصْفَحِ) اعف عنهم وتجاوز عن مسيئهم ، والصفح الإعراض.
المعنى :
ولقد كان أهل مدين أصحاب أيكة وغيضة ظالمين بشركهم ، وقطعهم الطريق ونقصهم الكيل والميزان ، فانتقم الله منهم بالصيحة والرجفة ، وعذاب يوم الظلمة وقد كانوا قريبا من قوم لوط في المكان ولذا قال الله : وإنهما لبطريق واضح يسلكه الناس لم يندرس بعد ، والناس تبصر تلك الآثار الشاهدة عليهم ، وهذا تنبيه لقريش (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ) (١) ولقد كذب أصحاب الحجر وهم قبيلة ثمود المرسلين إذ كذبوا نبيهم صالحا. ومن كذب نبيا واحدا فقد كذب الكل لأنهم متفقون في الأصول ، وآتيناهم آياتنا الدالة على صدق رسولنا صالحا وهي الناقة التي أخرجها الله من صخرة صماء وكانت تسرح في بلادهم ، ولها شرب ولهم شرب فهي ضخمة ، ولبنها كثير كان يكفى القبيلة ، وكانت لهم بيوت نحتوها في الجبل ، وأصبحوا فيها آمنين من العدو ، ومن سقوطها عليهم. فلما عتوا وبغوا ، واعتدوا على الناقة أخذتهم الصيحة في وقت الصبح ؛ فما أغنى عنهم ما كانوا يكتسبون من أموال وديار.
__________________
(١) سورة الصافات الآية ١٣٧.