الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٧) وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ (٨) وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (٩))
المفردات :
(أَنْ أَنْذِرُوا) الإنذار التحذير مما يخاف منه (دِفْءٌ) الشيء الذي يدفئك (جَمالٌ) المراد هنا جمال الصورة وتركيب الخلقة (تُرِيحُونَ) الرواح رجوعها بالعشي من المرعى (تَسْرَحُونَ) السراح ذهابها بالغداة إلى المرعى (أَثْقالَكُمْ) أحمالكم (بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) بمشقتها وغاية جهدها (جائِرٌ) أى : مائل إلى الحق وزائغ (الْأَنْعامَ) الإبل والبقر والغنم وهي الثمانية المذكورة في سورة الأنعام.
المعنى :
يقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ : أتى أمر الله ، وتحقق مجيئه إذ خبر الله في الماضي والمستقبل سواء لأنه خبر الحق الآتي ولا شك فيه ، وأمر الله هنا عقابه وعذابه لمن أقام على الشرك وتكذيب الرسول ، وقد كان كفار مكة يستعجلون العذاب الذي وعدهم به رسول الله حتى قال النضر بن الحارث : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء .. وقيل أمر الله الآتي : هو قيام الساعة وما يتبعه من إحياء الموتى.
أتى أمر الله فلا تستعجلوه. سبحانه وتعالى عما يشركون أى : تنزيها له وتقديسا عما تشركون ، فالله ـ سبحانه ـ هو الواحد الأحد. تبرأ من أن يكون له شريك أو ولد وتعالى جنابه عن الشركاء.
ولقد كان استعجال العذاب وقيام القيامة منهم تكذيبا للنبي واستهزاء بوعده ، وذلك